اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 19
ولادة سيدة نساء
العالمين عليهاالسلام
ثماني وأربعين سنة ، وحمل القرشية في هذه السن من المتعارف عليه ولا نقاش فيه ، وله مصاديق جمّة قديماً وحديثاً.
وعلىٰ القول بأنّ عمر خديجة عليهاالسلام
عند الحمل بها ستون
سنةً ، فإنّ حمل المرأة في مثل هذه السنّ ، وإن كان متعذّراً في غالب
النساء ، إلّا أنّ إمكان أن ترىٰ القرشية والنبطية دم الحيض في هذه السنّ
غير مستبعد ، بل هو من المشهور في فقه الفريقين [١].
نعم ، هو أقصىٰ مدة ليأس القرشية
والنبطية عندهم ، وقد أكدته بعض الروايات المعتبرة المسندة إلىٰ أهل البيت عليهمالسلام [٢].
وأمّ المؤمنين خديجة الكبرىٰ عليهاالسلام قرشية بالاتفاق ، وبهذا
تكون من مصاديق فتاوىٰ الفقهاء وروايات أهل البيت عليهمالسلام.
من الولادة حتىٰ الهجرة :
حينما قربت ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
للسيدة أُمّ المؤمنين خديجة : « يا خديجة ، هذا
جبرئيل يبشرني أنّها
أُنثىٰ ، وأنّها النسمة الطاهرة الميمونة ، وأنّ الله سيجعل نسلي منها ،
وسيجعل من نسلها أئمة في الاُمّة ، ويجعلهم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه ،
ووضعت خديجة فاطمة عليهاالسلام
طاهرة مطهرّة ... »[٣].
وخديجة الكبرىٰ عليهاالسلام لم تسترضع لفاطمة
الزهراء عليهاالسلام
، فقد ألقمتها ثديها فدرّ عليها وشربت [٤] ، وهو
صريح خبرٍ عن ابن عباس أيضاً [٥].
[١]
تذكرة الفقهاء / العلامة الحلي ١ : ٢٥٢. والمغني / ابن قدامة ١ : ٤٠٦. والشرح
الكبير ١ : ٣٥٢.
[٢]
الكافي / الكليني ٣ : ١٠٧ / ٢ و ٣ و ٤. وتهذيب الأحكام / الشيخ الطوسي ٧ : ٤٦٩ / ١٨٨١.