اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 140
المبحث
الأول : انقلاب الاُمّة ومنع حقوق الزهراء عليهاالسلام:أول بوادر الانقلاب :
لقد سجّل بعض الصحابة أول بادرة
للانقلاب في حياة الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
وكان يوم الخميس ، والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
مسجّىً قد اشتدّ به الوجع ، فكانت الرزية ، قال ابن عباس رضياللهعنه
: لمّا اشتد بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
مرضه الذي مات فيه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «
ائتوني بدواةٍ وقرطاس أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي ».
فقال عمر : إنّ رسول الله قد غلبه الوجع ، حسبنا كتاب الله ـ وفي لفظ آخر :
ما شأنه أهجر ، استفهموه ! ـ فاختلف القوم واختصموا ، فمنهم من يقول :
القول ما قال رسول الله ، ومنهم من يقول : القول ما قال عمر ، فلمّا أكثروا
اللغط والاختلاف عنده صلىاللهعليهوآلهوسلم
غضب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فقال لهم : «
قوموا عني ، لا ينبغي عندي التنازع ».
قال ابن عباس : الرزية كلّ الرزية ما
حال بين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب ، من اختلافهم ولغطهم [١].
فقدموا بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وقد قال تعالىٰ : (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ )[٢]
وأكثروا اللغط في حضرته وقد قال
[١]
صحيح مسلم ٣ : ١٢٥٧ / ١٦٣٧ و١٢٥٩ / ٢٢ ـ كتاب الوصية. وصحيح البخاري ١ : ٦٥ / ٥٥ ـ
كتاب العلم ، و ٦ : ٢٩ / ٤٢٢ و ٤٢٣ ـ كتاب المغازي ، و ٧ : ٢١٩ / ٣٠ ـ كتاب المرض
، و٩ : ٢٠٠ / ١٣٤ ـ كتاب التوحيد. ومسند أحمد ١ : ٢٢٢ و ٣٢٤ و ٣ : ٣٤٦. ومسند أبي يعلىٰ
٤ : ٢٩٨ / ٢٤٠٩. والبداية والنهاية ٥ : ٢٠٠. وتاريخ الطبري ٣ : ١٩٣. وتاريخ ابن خلدون
٢ : ٤٨٥. والملل والنحل / الشهرستاني ١ : ١٤ ـ المقدمة الرابعة. وشرح ابن أبي الحديد ٢
: ٥٥ و ٦ : ٥١ ، وقال : اتفق المحدثون كافة علىٰ روايته.