اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 106
ومن ذلك ما أخرجه أبو يعلىٰ عن
جابر ، قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أقام أياماً لم يطعم طعاماً حتىٰ شقّ ذلك عليه ، فطاف في منازل أزواجه ، فلم يجد عند واحدة منهنّ شيئاً فأتىٰ فاطمة عليهاالسلام
فقال : «
يا بنية ، هل عندك شيء آكله فإنّي جائع ؟ » فقالت : «
لا والله » فلمّا خرج من عندها
بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم ، فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وقالت : «
والله لأوثرن بهذا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
علىٰ نفسي ومن عندي »
وكانوا جميعاً محتاجين إلىٰ شبعة طعام ، فبعثت حسناً أو حسيناً إلىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فرجع إليها فقالت له : «
بأبي أنت وأُمّي ، قد أتىٰ الله بشيءٍ قد خبأته لك »
فقال : «
هلمي يابنية بالجفنة » ، فكشفت عن الجفنة ،
فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً ، فلمّا نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من الله ، فحمدت الله تعالىٰ ، وقدمته إلىٰ
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
فلما رآه حمد الله وقال : « من أين لك هذا يا بنية ؟ »
قالت : «
يا أبتِ هو من عند الله ، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب »
فحمد الله ، ثم قال : «
الحمدُ لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل ، فإنّها كانت إذا رزقها
الله رزقاً فسئلت عنه قالت : هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير
حساب »[١].
١٣ ـ إنحصار ذرية الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بنسلها عليهاالسلام
إنحصرت ذرية الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
بفاطمة عليهاالسلام
، فقد تزوج خديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وأنجبت له القاسم وعبدالله وهو
الطيّب أو الطاهر ، وفاطمة ، وفي غيرهم خلاف. وتزوج بعد خديجة أربع عشرة
امرأة ، دخل باثنتي عشرة منهنّ ، وتوفي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وعنده تسع ، ولم يولد له منهنّ ، إلّا مارية القبطية ، فقد ولدت له إبراهيم ومات طفلاً ، أما أولاد