اسم الکتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 87
شيئاً ، فأجابه
الإمام :
( نعم غير معقول ، ولا محدود ، فما وقع
وهمك عليه من شيء فهو خلافه لا يشبهه شيء ، ولا تدركه الأوهام ، وهو خلاف ما
يتصوّر في الأوهام إنّما يتصوّر شيء غير معقول ولا محدود .. ) [١].
إنّ وهم الإنسان إنّما يتعلّق بالأمور
الخاضعة للوهم والتصوّر أمّا الأمور التي لا تخضع لذلك فإنّه من المستحيل أن يتعلّق
بها الوهم والخيال حسب ما قرّر في علم الفلسفة ، فالله تعالى في ذاته وصفاته لا
يصل له الوهم ولا الخيال لأنّهما إنّما يدركان الأمور الممكنة دون واجب الوجود.
٣ ـ روى الحسين بن سعيد قال : سئل أبو
جعفر الثاني عليهالسلام يجوز أن
يقال لله إنّه شي؟ فقال عليهالسلام
:
إنّ الشيئية التي تطلق على الممكنات لا
تطلق عليه تعالى إلاّ بشرط تجريده من حدّ التعطيل ، وحدّ التشبيه الذين هما من
أبرز صفات الممكن.
٤ ـ سأل أبو هاشم الجعفري عن قوله تعالى
: (لاَ تُدرِكُهُ
الأبصارَ وهُوَ يُدرِكُ الأبصارَ)، فقال عليهالسلام :
( يا أبا هاشم أوهام القلوب أدق من
أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند ، والبلدان التي لم تدخلها ، ولم
تدركها ببصرك ، فأوهام القلوب لا تدركه فكيف أبصار العيون؟ .. ) [٣].