اسم الکتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 262
بالسمّ فدعا بدابته
للخروج من المنزل فسأله صاحب المنزل أن يقيم عنده فقال عليهالسلام : خروجي من دارك خير لك [١].
٢ ـ صرّحت بعض الروايات أنّ المعتصم
أغرى بنت أخيه زوجة الإمام أمّ الفضل بالأموال ، فدسّت إليه السمّ [٢].
وعلى أي حال فقد قطع المعتصم بسمّه
للإمام أواصر القربى ولم يرع حرمة النبي في أبنائه.
دوافع اغتياله :
أمّا دافع اغتيال المعتصم للإمام فهي ـ
فيما نحسب ـ تتلخّص بما يلي :
أولاً
: وشاية أبي داود فقد دفعت المعتصم إلى
اغتيال الإمام.
ثانياً
: حسد المعتصم للإمام عليهالسلام على ما ظفر به من الإكبار والتعظيم عند
عامّة المسلمين فقد تحدّثوا مجمعين عن مواهبه وعبقرياته وهو في سنّه المبكّر ، كما
تحدّثوا عن معالي أخلاقه من الحلم وكظمه للغيظ ، وبرّه بالفقراء وإحسانه إلى
المحرومين إلى غير ذلك من صفاته التي عجّت بذكرها الأندية والمحافل ، ممّا دفع
المعتصم على فرض الإقامة الجبرية عليه في بغداد ثمّ القيام باغتياله.
هذه بعض الأسباب التي دفعت المعتصم إلى
اقتراف هذه الجريمة النكراء.
إلى جنّة المأوى :
وأثّر السمّ في الإمام تأثيراً شديداً ،
فقد تفاعل مع جميع أجزاء بدنه وأخذ يعاني منه آلاماً مرهقة ، فقد تقطّعت أمعاؤه من
شدّة الألم ، وقد عهدت الحكومة العباسية إلى
[١] تفسير العيّاشي
: ج ١ ص ٣٢٠. بحار الأنوار : ج ١٢ ص ٩٩. البرهان : ج ١ ص ٤٧١.