responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 95

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة ، وإن زنا وإن سرق [١].

فهشام حافظ للحديث ، لكنه يريد من الزهري تقريرا عليه وتصديقا به ، وكأنّه يقول له : إنّ مثل هذا الحديث يعجبنا ويفيدنا فاروه لنا.

ولم يكذّب الزهري هذا الحديث المجعول من قبل المرجئة ، وإنما قال لهشام : أين يذهب بك ، يا أمير المؤمنين! كان هذا قبل الأمر والنهي.

لكن إذا كان قبل الأمر والنهي فلماذا يذكر الزنا والسرقة ، أو هما كانتا محرّمتين!؟

فعاد أمر الأمة الى أن لم ير المضحّون والمخلصون ، وفي طليعتهم أهل البيت عليهم‌السلام إلا أن ينهضوا في طلب الإصلاح.

وقام الإمام الحسين عليه‌السلام بالتضحية الكبرى في كربلاء ، لإنقاذ الإسلام مما ابتلي به من تدابير خطرة ، ومؤمرات لئيمة دبّرها بنو امية.

وقد أدّت تلك التضحية العظيمة ، الى فضح حكّام بني امية ، حيث إن عملهم الظالم ذلك ، الذي لم يجدوا في الامة منكرا له ولا نكيرا عليه ، هوّن عليهم الإقدام على أعمال فظيعة اخرى بعلانية ووقاحة ، بشكل لم يبق مبرّر لإطلاق اسم الإسلام والإيمان عليهم ، ولذلك نجد أن الذين أعلنوا عن ثورة المدينة قبيل وقعة الحرّة ، كانت دعواهم : « أن يزيد لرجل ليس له دين » [٢].

والأمويون تأكيدا على كفرهم وخروجهم على كل المقدّسات ، استباحوا مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحرمه ، وقتلوا آلاف الناس ، وفيهم جمع من أبناء صحابة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهتكوا الأعراض وانتهبوا الأموال [٣].

وعقّبوا ذلك بالهجوم على الكعبة والمسجد الحرام وحرم الله الآمن ، فأحرقوها وهتكوا حرمتها ، وسفكوا الدماء فيها ، ولم يرقبوا في شيء عملوه أيام حكمهم الدموي كرامة لأحد ، ولا حرمة لشيء مقدّس.


[١] الاعتبار وسلوة العارفين ( ص ١٤١ ).

[٢] أيام العرب في الإسلام ( ص ٤٢٠ ).

[٣] انظر كتب التاريخ في حوادث سنة ( ٦٣ هـ ) وتاريخ المدينة المنورة وترجمة مسلم بن عقبة وعبدالله بن الغسيل.

اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست