responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 71

الجيش الجرار إنما توجّه بقصده الى ( علي بن الحسين ) لا ليحترمه طبعا!

فعلي بن الحسين ، في نظر الناس ، لا يزال عدوّا للدولة ، رغم انعزاله ، وابتعاده ، وعدم تورّطه في الحركة!

كما يدلّ قول البلاذري أن علي بن الحسين عليه‌السلام استجار بمروان وابنه عبدالملك ، فأتيا به ليطلبا له الأمان [١] على أن الإمام عليه‌السلام كان يخشى من فتك مسرف بن عقبة.

لكن الدولة ، التي لم تغفل عن الإمام السجاد عليه‌السلام كانت على علم بتصرفاته ، ولم يقع لها ما يبرّر اتهامه وصبّ جام الغضب عليه والفتك به.

ومن أجل امتصاص النقمة ، وخاصة بعد تحرّك أهل المدينة ، صار رجال الدولة الى النفاق ، لتغطية جرائمهم تجاه أهل البيت وتجاه المدينة وأهلها ، فأخذوا يعلنون التزلّف الى الإمام عليه‌السلام بإظهار التودّد إليه ، ويكرمونه ، ويقرّبونه ، ويعبّرون عنه بـ « الخير الذي لا شرّ فيه ، مع موضعه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومكانه منه » [٢].

وقال المسعودي : ونظر الناس الى علي بن الحسين السجاد ، وقد لاذ بالقبر وهو يدعو ، فأتي به الى مسرف ، وهو مغتاظ عليه ، فتبرّأ منه ومن آبائه ، فلمّا رآه وقد أشرف عليه ارتعد ، وقام له ، وأقعده الى جانبه ، وقال له : سلني حوائجك ، فلم يسأله في أحد ممن قدّم الى السيف ألاّ شفّعه فيه ، ثم انصرف عنه.

فقيل لعلي : رأيناك تحرّك شفتيك ، فما الذي قلت؟

قال : قلت : اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ، والأرضين وما أقللن ، رب العرش العظيم ، رب محمد وآله الطاهرين ، أعوذ بك من شرّه ، وأدرأ بك في نحره ، أسألك أن تؤتيني خيره ، وتكفيني شرّه.

وقيل لمسلم : رأيناك تسبّ هذا الغلام وسلفه ، فلّما اُتي به إليك رفعت منزلته

فقال : ما كان ذلك لرأي منّي ، لقد مليء قلبي منه رعبا [٣].

وهكذا يفرض عنصر ( الغيب ) نفسه في البحث ، ولا يمكن إبعاده لكونه واردا في المصادر المعتمدة.


[١] أنساب الأشراف ( ٤ : ٣٢٣ ) وانظر الأخبار الطوال للدينوري (ص ٢٦٦).

[٢] الارشاد للمفيد (ص ٢٦٠).

[٣] مروج الذهب ( ٣ : ٨ ).

اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست