responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 235

محمد عليهم‌السلام فيكون قد وصل الى أمنيته القديمة.

إن الإمام عليه‌السلام بإظهاره التخوّف من فتنة ابن الزبير ، كان قد أحبط كلّ أهداف ابن الزبير وأمانيه الخبيثة تلك.

كما أن في هذا التصرف تهدئة لِوَغَرِ صدور الأمويين ضدّ آل محمد عليهم‌السلام وشيعتهم ، تمهيدا لتثبيت العقيدة وترسيخ قواعدها.

وبهذا حدّد الإمام عليه‌السلام موقفه من الحركات البعيدة عن خطّ الإمامة ، والتي لم تنتهج اتّباع الإسلام المحمدي الخالص الذي يحمله أئمة أهل البيت عليهم‌السلام.

فهو لم يظهر تجاهها ما يستفيده الأمويون ، كما لم يؤيدّها بحيث تكون ذريعة للأمويين على محاسبة الإمام عليه‌السلام.

ولا قام بما يعتبر وسيلة يتشبّث بها أولئك المتحرّكون غير الأصيلين في الفكر والعقيدة ، والمشبوهون في الأهداف والمنطلقات.

فاتخذ الإمام من هذه الحركات موقف الحزم والحيطة ، فهي وإن لم تكن على المعلوم من الحق إلاّ أنها كانت معرضة للمعلوم من الباطل الحاكم ، ومؤديّة الى تضعيفه وزعزعته ، وتحديد سطوته.

والإمام عليه‌السلام لا يهدف الى مجرّد إحداث البلبلة ، وتعويض فاسد بفاسد ، أو نقل السلطة من ابن مروان ، الى ابن الزبير ، أو ابن الأشعث ، أو غيرهم من المتصدّين للحكم بالباطل ، فتركهم الإمام عليه‌السلام يشتغل بعضهم ببعض حتى ينكشف للامة زيف دعواهم الإمامة والخلافة ، ويظهر للأمة أنهم ـ جميعا ـ لا يطلبون إلاّ الحكم والسلطة ، دون صلاح الإسلام وإصلاح ما فسد من أمور المسلمين.

وأما موقفه من الحركات الأخرى :

فهي بفرض أنها قامت بشعارات حقّة.

كحركة التوّابين في عين الوردة ، وشعارهم « يالثارات الحسين » [١] وهم الذين تحالفوا على بذل نفوسهم وأموالهم في الطلب بثأر الحسين عليه‌السلام ومقاتلة قتلته وإقرار

__________________

(١) أيام العرب في الإسلام ( ص ٤٣٦ ).

اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست