responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 232

ثالثا : موقفه من الحركات المسلّحة

كان الإمام زين العابدين عليه‌السلام يخطو نحو أهدافه بحذر تام ، ووعي كامل ، لا يثير انتباه الحكّام والولاة المغرورين ، كي لا يقضوا على حركته وهي في المهد.

فهم ، بانهماكهم في ترفهم واغترارهم بقدراتهم ، كانوا بعيدين عن الأجواء التي يصنعها الإمام عليه‌السلام ، فكانوا يعدّون مواقفه شخصيّة خاصة وفرديّة ، بل يستوحون منها الانصراف عن التصدّي لأي نشاط سياسيّ.

فلذلك لم يظهر الإمام انتماءا الى أية حركة معارضة للدولة ، ولم يسمح لها أن تتصل بالإمام ، سواء الحركات المتحبّبة إليه ، كحركة التوّابين وحركة المختار ، أو الحركات المحايدة كحركة أهل الحرّة ، أم المعادية له كحركة ابن الزبير في مكة والعراق!

لكن الآثار تشير إلى أن الإمام عليه‌السلام لم يكن في معزل عن تلك الحركات ، سلبا أو إيجابا ، حسب قربها أو بعدها عن الأهداف الأساسية التي كان الإمام وراء تحقيقها وتثبيتها.

فهو من جهة كان يركّز على خططه العميقة والواسعة ، بالشكل الذي يغرّر بالحكّام الأمويين بصحّة تصورّاتهم عن شغله وشخصه ، حتى أعلنوا عنه أنه « الخير ».

ولعلّ رجال الدولة كانوا في رغبة شديدة في الاحتفاظ بهذا التصوّر ، حتى لا يتورّطوا مع آل أبي طالب بأكثر ممّا سبق ، وليتفرّغوا لغير الإمام زين العابدين عليه‌السلام ممّن اعلن الثورة والمعارضة لهم كابن الزبير ، فلذا نشروا هذا المعنى في علمية تحريف ، ليدفعوا مجموعة من الناس للمشي بسيرة الإمام عليه‌السلام.

وقد وقف كتاب من مؤرخي عصرنا الحاضر على هذه الأثار ، فأعلنوا : « أنّ الإمام عليه‌السلام تبنّى مسلكا ، يرفض فيه كلّ تحرك مناهض للسلطة ، ويبتعد عن كلّ نشاط معاد لها » [١].

مع أن الإمام زين العابدين عليه‌السلام كان يهدف من خلال مواقفه ـ حتى العبادية

__________________

(١) الإمام السجاد عليه‌السلام لحسين باقر ( ص ٩٨ ).

اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست