ولذلك ـ أيضا ـ كانوا يعلنون : « من كان
يأتي السلطان ، فلا يحضر مجلسنا » [٢].
وفي علوم الحديث للحاكم : قيل ليحيى بن
معين : الإعمش خير أم الزهري؟
فقال : برئت منه إن كان مثل الزهري ،
إنه كان يعمل لبني أمية ، والإعمش مجانب للسلطان ، ورع [٣].
وفي ميزان الذهبي في ترجمة خارجة بن
مصعب أنه قال : قدمت على الزهري ـ وهو صاحب شرطة بني أمية ـ فرأيته يركب وفي يده
حربة ، وبين يديه الناس ، وفي أيديهم الكافركوبات!
وقد عدّه ابن حجر في من أكثر من التدليس
وقال : وصفه الشافعي والدارقطني وغير واحد بالتدليس [٥].
وقال القاسم بن محمد ـ من أئمة الزيدية
ـ : أمّا الزهري فلا يختلف المحدثون وأهل التاريخ في أنه كان مدلسا [٦] ، وأنه كان من أعوان الظلمة بني أمية ،
وقد أقرّوه على شرطتهم [٧].
وقال الشيخ محمد محمد أبو شهبة :
اعتبروا من الجرح الذهاب الى بيوت الحكّام ، وقبول جوائزهم ، ونحو ذلك مما راعوا
فيه إن الدوافع النفسيّة قد تحمل صاحبها
[٢] رواه الخطيب في
الجامع لأخلاق الراوي ( ١ / ٥٣٠ ) ضمن كلام الفزاري ، ونقل ابن حجر الكلام في
ترجمته في تهذيب التهذيب ( ١ / ١٥٢ ) إلاّ أنه حذف هذه الجملة!
[٣] الاعتصام ( ٢ :
٢٥٧ ) ومعرفة علوم الحديث للحاكم ( ص ٥٤ ).