responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 217

باعتباره من العائلة المالكة.

وكان من ترفه أنه يلبس الثوب بأربعمائة دينار ، ويقول : « ما أخشنه! » [١].

وقال بعضهم : كنّا نعطي الغسّال الدراهم الكثيرة حتى يغسل ثيابنا في إثر ثياب عمر بن عبد العزيز ، من كثرة الطيب الذي فيها [٢].

قال عبدالله بن عطاء التميمي : كنت مع علي بن الحسين في المسجد فمرّ عمر بن عبدالعزيز ، وعليه نعلان شراكهما فضّة ، وكان من أمجن الناس ، وهو شاب ... [٣].

ولما كان يتمتع به من ذكاء وتدبير ، كان يراقب أعمال الإمام زين العابدين عليه‌السلام عن كثب ، فيجد أنه عليه‌السلام قد هيّأ بجهاده وصبره الأرضيّة الصالحة لانقلاب اجتماعي جذري على الحكم الأموي المرواني.

وكان الإمام يتوسّم في عمر التطلّع الى الخلافة ، فقد قال عليه‌السلام لعبد الله بن عطاء ـ ذيل حديثه السابق ـ : أترى هذا المترف ـ مشيرا الى عمر ـ إنه لن يموت حتى يلي الناس ، فلا يلبث إلاّ يسيرا حتى يموت ، فإذا مات لعنه أهل السماء ، واستغفر له أهل الأرض [٤].

ففي هذا الحديث :

١ ـ يشاهد توسّم الإمام عليه‌السلام في عمر أنه يتطلّع الى الحكم والولاية ، رغم بعده عنها ، واشتغاله في المدينة بما لا يمتّ الى ذلك.

وإعلانه عن هذا التوسّم يدل بوضوح على أن الإمام كان يفكّر في شؤون الحكومة لا حاضرها بل ومستقبلها ، وأنه كان مفتوحا أمامه بوضوح.

٢ ـ إن الإمام عليه‌السلام كان يعرف من ذكاء عمر ودهائه أنه سوف ينافق في ولايته ،


[١] طبقات ابن سعد ( ٥ : ٢٤٦ ).

[٢] الإغاني ( ٩ ـ ٢٦٢ ).

[٣] مناقب ابن شهر آشوب ( ٤ / ١٥٥ ) ط الأضواء.

[٤] بصائر الدرجات ( ص ٤٥ ) ودلائل الإمامة للطبري ( ص ٨٨ ) وبحار الأنوار ( ٤٦ : ٢٣ و ٣٢٧ ) وإثبات الهداة ( ٣ : ١٢ ) وقد روى عاصم بن حميد الحنّاط في أصله ( ص ٢٣ ) قريبا من هذا النص عن عبدالله بن عطاء قال : كنت آخذا بيد أبي جعفر عليه‌السلام وعمر بن عبدالعزيز عليه ثوبان معصفران ، قال : فقال أبو جعفر : أما أنه سيلي ثم يموت ، فيبكي عليه أهل الأرض ويلعنه أهل السماء ، ودلالته على المعاني التي ذكرناها أوضح.

اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست