responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 177

ومهما يكن ، فإنّ كلام الإمام عليه‌السلام يبدو واضحا قاطعا للعذر ، وهو غير متّهم في موقفه من الزهد والتواضع ، وما الى ذلك مما يراد استغلاله من قبل المشعوذين ، لإغراء العوام ، وإغواء الجهّال.

إنّ فيه تحذيرا من علماء السوء ، المتزيّين بزيّ أهل الصلاح ، والمتظاهرين بالورع والتقى ، ولكنهم يبطنون الخبث والمكر ، والدليل على ذلك ارتباطهم الوثيق بأهل الدنيا والرئاسات الباطلة ، من الحكّام والولاة وأصحاب الأموال.

وسيأتي الحديث عن موقفه من أعوان الظلمة في الفصل الخامس.

٥ ـ إرعاب الظالمين :

إن الواقعيّة التي التزمها الإمام زين العابدين عليه‌السلام في حياة الزهد والعبادة ، كما اتفتحت له بها قلوب الناس الطيّبين ، فكذلك اقتحم بها على الظالمين أبراجهم ، وقصورهم ، فملأ أثوابهم خيفة ورهبة ، كما غشّى عيونهم وأفكارهم بما رأوه عليه من المظهر الزاهد ، والاشتغال بالعبادة.

ولقد قرأنا في حديث مسلم بن عقبة ـ سفّاح الحرّة ـ لمّا طلب الإمام ، فأكرمه ، وقد كان مغتاظا عليه ، يبرأ منه ومن آبائه ، فلمّا رآه ـ وقد اشرف عليه ـ اُرعب مسلم بن عقبة ، وقام له ، وأقعده الى جانبه!

فقيل لمسلم : رايناك تسبّ هذا الغلام وسلفه ، فلما اُتي به إليك رفعت منزلته؟

فقال : ما كان ذلك لرأي منّي ، لقد مليء قلبي منه رعبا [١].

وسنقرأ في حديث عبدالملك بن مروان ، لمّا جلب الإمام مقيّدا مغلولا من المدينة الى الشام ، فلمّا دخل عليه الإمام عليه‌السلام بصورة مفاجئة قال لعبد الملك : ما أنا وأنت؟

قال عبد الملك : قلت : أقم عندي.

فقال الإمام : لا اُحبّ ، ثم خرج.

قال عبدالملك : فوالله ، لقد امتلأ ثوبي منه خيفة [٢].


[١] مروج الذهب ( ٣ : ٨٠ ) وانظر ما مضى ص (٧١) الفصل الأول.

[٢] تاريخ دمشق ( الحديث ٤٢ ) ومختصره لابن منظور ( ١٧ : ٤ ـ ٢٣٥ ).

اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست