responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 136

وقال ابن خلدون : إن عصبيّة الجاهلية نسيت في أول الإسلام ، ثم عادت كما كانت ، في زمن خروج الحسين عليه‌السلام عصبية مضر لبني اُمية كما كانت لهم قبل الإسلام [١].

فقاموا بأعمال تسير على هذه السياسة الخارجة عن حدود الدين والشرع ، مثل تأمير العراب ، وتقديم العربي ولو كان خاملا على الكفوئين من غير العرب ، والسعي في تعريب كل شرائح وأجهزة الدولة ، بتنصيب العرب في مناصب الديوان ، والقضاء ، وحتى الفقه.

وتجاوزوا كلّ الأحكام الشرعية في التزامهم باساليب الحياة العربية الجاهلية ، فتوغّلوا في اللهو والاستهتار بالمحرّمات ، والظلم ، والقتل ، حتى تجاوزوا أعرافا عربية سائدة بين العرب قبل الإسلام ، فخانوا العهد ، وأخفروا الذمّة ، وهتكوا العرض [٢].

ولقد بلغت تعدّياتهم أن كان معاوية : يعتبر الناس العرب ، ويعبر الموالي شبه الناس [٣].

وقد استغّل الجاهلون هذا الوضع ، فكان العرب لا يزوّجون الموالي [٤].

وجاء في بعض المصادر أن حاكم البصرة ـ بلال بن أبي بردة ـ ضرب شخصا من الموالي ، لأنه تزوج امرأة عربيّة [٥].

ووصلت عدوى هذا المرض الى علماء البلاط أيضا فاتبعوا سياسة الاسياد ، فقد وجّهت الى الزهريّ تهمة أنه لا يروي الحديث عن الموالي ، فسئل عن ذلك؟ فاعترف به [٦].


[١] نقله علي جلال في كتاب : الحسين عليه‌السلام ( ٢ : ١٨٨ ).

[٢] لاحظ : ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ، لأبي الحسن الندوي. وأقرأ ثورة زيد ( ص ٧٧ وما بعدها ).

[٣] تاريخ دمشق ، مختصر ابن منظور ( ١٧ : ٢٨٤ ).

[٤] وسائل الشيعة ، كتاب النكاح ، الباب (٢٦) الحديث (٤) تسلسل (٢٥٠٦٠) ولاحظ العقد الفريد ، للأندلسي ( ٣ : ٣٦٠ ـ ٣٦٤ ).

[٥] لاحظ : طبقات ابن سعد ( ٧ : ٢٦ ق ٢ ). وانظر تهذيب الكمال ، للمِزي ( ٤ / ٢٧٢ ).

[٦] المحدث الفاصل ، للرامهرمزي ( ص ٤٠٩ ) رقم (٤٣١) والجامع لأخلاق الراوي ،

اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست