responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 105

للنقاش ، في هذا الوقت ، إذ لا يترتّب عليها نفع للإسلام والمسلمين ، لمضيّ زمانها ، وإنّما المضرّ ـ الآن ـ هو ولاية بني أمية ، التي لا بدّ أن تميّز عن ولاية الشيخين! مهما كانت استمرارا لها!

ولقد كشف الإمام السجّاد عليه‌السلام عن أقنعة مثيري هذه الفتنة ، وفضحهم ، حيث قال لهم : قوموا عنّي ، لا قرّب الله دوركم ، فإنكم متستّرون بالإسلام ، ولستم من أهله ).

فقد أعلن أن مثيري القضيّة بشكلها الغوغائي ليسوا إلاّ من المبعوثين من قبل بني أمية وعيونهم ، ممن لا ينتمون الى الإسلام إلاّ ظاهريا ، وبالإسم فقط ، وإنّما يريدون بإثارة هذه القضية ، وحملها على أهل البيت ، هدم الإسلام ، المتمثّل ـ يومذاك ـ بشخص الإمام السجّاد عليه‌السلام وشيعته.

والإمام السجاد عليه‌السلام إنّما يهدف الى تجديد بناء الإسلام الذي هزْهزَ بنو أمية قواعده وأركانه.

وتربية الكوادر الذين أشرفوا على الانقراض على يد جلاوزة بني امية حكّام الشام.

وإرساء قواعد التشيّع التي أشرفت على الانهيار ، بعد فجيعة كربلاء.

وإحياء الأمل في النفوس التي صدمتها الحوادث المتعاقبة وزرعت فيها اليأس والخوف.

فما كان من المصلحة ـ أصلا ـ الإجابة على مثل تلك الأسئلة المثارة وقد كان مثيروها لا يمتّون الى الإسلام بصلة ، وإنما هم متقنّعون باسمه ـ لتمرير أهدافهم ـ بتقديم هذه الاسئلة ، وإثارة قضايا الخلاف في الخلافة ، التي يريد العدوّ أن يستغلّها بايّة صورة.

فالإجابة الصحيحة ، إذا كانت مخالفة لرأي العامة الغوغاء ، فإنّها تثيرهم ، فينثالون على البقّية الباقية من المؤمنين بخطّ أهل البيت عليهم‌السلام فيبيدونهم عن بكرة ابيهم ، فلا يبقى منهم نافخ نار ، ولا طالب ثار.

وكلّ ذلك من أجل قضيّة لا أثر لإثارتها هذا اليوم ، ولا دخل لها في القضايا

__________________

(١) تاريخ دمشق ( الحديث ٩٨ ) ومختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور ( ١٧ : ٢٤١ ).

اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست