وا لهفاه لتلك الوجوه الّتي هتكت بعد صونها و حجابها، و برّزت
بين طواغيتها و كذّابها، فدمعي عليهم مهتون، و قلبي لمصابهم محزون.
فيا للّه و للاسلام أ
يقتل نجل الرسول بين ظهرانيكم، و تسبى نساؤه و ذراريه بين أيديكم، و يراق دمه و
أنتم تنظرون، و للحقّ تخذلون، و للباطل تنصرون؟ لا منكر ينكر بقلبه و لسانه، و لا
دافع يدفع بحسامه و سنانه، و لا ذو أنف حميّ يغضب للّه، و لا صاحب دين قويم يجاهد
في سبيل اللّه، فأنتم أكفر أمّة كفرت بعد إيمانها، و أفجر فرقة تظاهرت ببغيها و
بهتانها، لم ترض بقائد النجاة دليلا، اولئك كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا[1]، بأنعم عدل
بها هاديها عن الحقّ السويّ، و اسامها راعيها في المرعى الوبي.
فيا سبط نبيّي، و رهط
وليّي، و يا سبيل نجاتي، و يا سليل هداتي، مصيبتك أرخصت في سوق أحزاني عبراتي، و
أسعرت بلهيبها في جناني حسراتي، و حرمت على جفوني طيب منامي، و أفرغت على جسدي
أثواب سقامي، ضاقت بك الدنيا يا ابن الرسول و من أجلك خلقت، و شدّوا عليك القضايا
نجل البتول و أبوابه دونك غلقت، أخرجوك من حرم جدّك خائفا تترقّب، و نفوك عن مسقط
رأسك و ذهبوا بك كلّ مذهب، حتّى إذا وجّهت وجهة آمالك، و ظعنت بعيالك و أطفالك،
نحو اناس لم ينصروا الحقّ مذ كانوا، و لم يؤثروا الصدق مذ خانوا، و لم يغضبوا
للّه، و لا انقادوا لأولياء اللّه، بل الغدر شيمتهم، و الكذب سجيّتهم، إن خلفوا
خبثوا، و إن عاهدوا نكثوا، اضر من ضافر إذا جرّدت السيوف، و ألأم من مادر إذا طرقت
الصنوف، أنباط أسقاط، أنذال أرذال، أنكاد أوغاد، للوصيّ و ابنه خذلوا، و للسبط
الشهيد و ولده قتلوا، تساق بنات نبيّهم