responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 2  صفحة : 219

وا لهفاه لتلك الوجوه الّتي هتكت بعد صونها و حجابها، و برّزت بين طواغيتها و كذّابها، فدمعي عليهم مهتون، و قلبي لمصابهم محزون.

فيا للّه و للاسلام أ يقتل نجل الرسول بين ظهرانيكم، و تسبى نساؤه و ذراريه بين أيديكم، و يراق دمه و أنتم تنظرون، و للحقّ تخذلون، و للباطل تنصرون؟ لا منكر ينكر بقلبه و لسانه، و لا دافع يدفع بحسامه و سنانه، و لا ذو أنف حميّ يغضب للّه، و لا صاحب دين قويم يجاهد في سبيل اللّه، فأنتم أكفر أمّة كفرت بعد إيمانها، و أفجر فرقة تظاهرت ببغيها و بهتانها، لم ترض بقائد النجاة دليلا، اولئك كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا[1]، بأنعم عدل بها هاديها عن الحقّ السويّ، و اسامها راعيها في المرعى الوبي.

فيا سبط نبيّي، و رهط وليّي، و يا سبيل نجاتي، و يا سليل هداتي، مصيبتك أرخصت في سوق أحزاني عبراتي، و أسعرت بلهيبها في جناني حسراتي، و حرمت على جفوني طيب منامي، و أفرغت على جسدي أثواب سقامي، ضاقت بك الدنيا يا ابن الرسول و من أجلك خلقت، و شدّوا عليك القضايا نجل البتول و أبوابه دونك غلقت، أخرجوك من حرم جدّك خائفا تترقّب، و نفوك عن مسقط رأسك و ذهبوا بك كلّ مذهب، حتّى إذا وجّهت وجهة آمالك، و ظعنت بعيالك و أطفالك، نحو اناس لم ينصروا الحقّ مذ كانوا، و لم يؤثروا الصدق مذ خانوا، و لم يغضبوا للّه، و لا انقادوا لأولياء اللّه، بل الغدر شيمتهم، و الكذب سجيّتهم، إن خلفوا خبثوا، و إن عاهدوا نكثوا، اضر من ضافر إذا جرّدت السيوف، و ألأم من مادر إذا طرقت الصنوف، أنباط أسقاط، أنذال أرذال، أنكاد أوغاد، للوصيّ و ابنه خذلوا، و للسبط الشهيد و ولده قتلوا، تساق بنات نبيّهم‌


[1] اقتباس من الآية: 44 من سورة الفرقان.

اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 2  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست