ثمّ إنّي بعد أن منّ
اللّه عليّ بمجاورة سبط نبيّه، و أهّلني للاقامة في حضرة وليّه و ابن وليّه، أطلق
لساني بمدح رسوله المصطفى، و وليّه المرتضى، و أهل بيتهما الأئمّة النجباء سادة
أهل الدنيا و الاخرى، الّذين جعل اللّه أجر الرسالة مودّتهم، و ألزم الكافّة
طاعتهم، فصرت احلّي بذكرهم المنابر، و ازيّن بشكرهم المحاضر، و اشنّف بمدحهم
المسامع، و اشرّف بوصفهم الجوامع، و أقمع هامات من ناواهم بمقامع نظمي و نثري، و
ارغم معاطس[2] من عاداهم
بأكفّ خطبي و شعري.
فقلّ أن يمضي يوم من
الأيّام الّتي حباهم اللّه فيها بتفضيله، و نوّه بذكرهم في محكم تنزيله، إلّا و قد
وضعت خطبة في فضل ذلك اليوم الشريف، و أوردت كلمة في عمل ذلك الوقت المنيف، كخطبة
«مولد البشير النذير»، و خطبة «يوم الغدير» و ذيّلتها بأحاديث رائقة، و نكت شائقة،
يطرب لها المؤمن التقي، و يهجرها سمع المنافق الشقيّ، و خطبة «يوم السادس من شهر
ذي الحجّة» الذي كان فيه تزويج البتول من صنو الرسول، و يوم نزول سورة «هل أتى»، و
ما في فضلهم أتى، و المجالس المشهور ب «تحفة الزوّار و منحة الأبرار» و هو مجلس
ذكرت فيه ثواب زيارة سيّد الشهداء و فضل كربلاء، و كالتعزية الموسومة ب «مجرية
العبرة و محزنة العترة» و هي خطبة يوم التاسع من المحرّم، و كالمجلس