و لمّا جرى ما جرى في
ليلة الهرير و كان القتل فاشيا في عسكر معاوية كما بيّنّا أوّلا أنّ القتلى كانت
من عسكر علي عليه السلام أربعة آلاف رجل، و من عسكر معاوية اثنين و ثلاثين ألفا؛ و
قيل: أكثر كما ذكر فأصبح معاوية و قد أسقط في يده، و أشرف على الهلكة، فقال لعمرو:
نفرّ أو نستأمن؟
قال: نرفع المصاحف على
الرماح و نقرأ: (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ
الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ)[2] فإن قبلوا حكم
القرآن رفعنا الحرب و واقفناهم[3] إلى أجل
مسمّى، و إن أبى بعضهم إلّا القتال فللنا شوكته[4]، و وقعت الفرقة بينهم.