فوقعوا فيه، فقال: اكتب إلى ابن عبّاس و غرّه، فكتب:
طال البلاء فما يدرى له آس
بعد الإله سوى رفق ابن عبّاس
فكان جواب ابن عبّاس:
يا عمرو حسبك من خدع و وسواس
فاذهب فمالك في ترك الهدى[1] آس
إلّا بوادر[2] طعن في نحوركم
تشجى النفوس له في النقع إفلاس
إن عادت الحرب عدنا فالتمس هربا
في الأرض أو سلّما في الافق يا قاسي
ثمّ كتب إليه معاوية أيضا:
إنّما بقي من قريش ستّة نفر: أنا و عمرو بالشام، و سعد و ابن عمر في الحجاز، و علي و أنت في العراق، على خطب عظيم، و لو بويع لك بعد عثمان لأسرعنا فيه.
فأجابه ابن عبّاس:
دعوت ابن عبّاس إلى السلم خدعة[3]
و ليس لها حتى تموت بقابل[4]
[1] كذا في المناقب، و في الأصل: الأذى.
[2] البوادر: جمع البادرة، طرف السهم من جهة النصل. و في وقعة صفّين: 413: تواتر.
[3] كذا في المناقب، و في الأصل: بدعة.
[4] في المناقب: بخادع. و الأبيات طويلة وردت في وقعة صفّين: 416 منسوبة إلى الفضل ابن عبّاس.