المنون صبرا، و اخترمته بسيوف الحتوف صبرا، و أعادته طريحا
مهينا، و طليحا ظمينا، و أخرجه اللّه من دار الفناء ملوما محسورا، و أعدّ له جهنّم
و ساءت مصيرا، حتى إذا عاد الحقّ إلى أهله، و التفّ الفرع على أصله، و قام بأمر
اللّه وليّه الكامل، و جاء الحقّ و زهق الباطل، ظهر كامن غلّك و حسدك، و اشتعلت
نار البغي في فؤادك و جسدك، و شيّدت ما شيّد أبوك و عمّك، و أظهرت الطلب بدم
المخذول بزعمك، و نصر اللّه الحقّ على رغمك، و خاب من سهام الخير وعد سهمك.
ثمّ لم يزل غلّك يغلي
عليك، و حقدك يلقى إليك، و الخنّاس يوسوس في صدرك، و ينفث في سرّك، حتى أغريت
الجبّار العنيد بعداوته، و حمّلت الشيطان المريد على مناجزته، فكفر الطليق بأنعم
ربّه، و أجاهد اللصيق جاهده في حربه، و رابطه ثمانية عشر شهرا، مجدّا في عداوته
سرّا و جهرا، فلولا خليفة أبيك، و نتيجة ذويك، لما حصل ما حصل، و لا اتّصل من
اتّصل، فأنتم أصل البغي و فرعه، و موقف الظلم و جمعه، و وتر العدوان و شفعه، و بصر
الشيطان و سمعه، فلعنة اللّه على اصولك الماضية، و قرونك الخالية، و جموعك
الباغية، و جنودك الطاغية، لعنا لا انقطاع لعدده، و لا نفاد لأمده، آمين ربّ
العالمين.
[نزول أمير المؤمنين
عليه السلام- بعد انقضاء حرب الجمل في الرحبة]
و لنرجع إلى تمام
المجالس:
نزل صلوات اللّه عليه
بعد انقضاء الحرب في الرحبة السادس من رجب و خطب فقال: الحمد للّه الّذي نصر
وليّه، و خذل عدوّه، و أعزّ الصادق المحقّ، و أذلّ الناكث المبطل.
ثمّ إنّه عليه السلام
دعا الأشعث بن قيس من ثغر آذربايجان، و الأحنف