responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 393

يا ربّ إنّ مسلما أتاهم‌

بمحكم التنزيل إذ دعاهم‌

يتلو كتاب اللّه لا يخشاهم‌

فرمّلوه رمّلت لحاهم‌

[بروز محمد بن الحنفيّة للقتال‌]

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: الآن طاب الضراب، ثمّ قال لابنه محمد بن الحنفيّة و الراية في يده: يا بنيّ، تزول الجبال و لا تزول، عضّ على ناجذك، أعر اللّه جمجمتك، تد في الأرض قدميك، ارم ببصرك أقصى القوم و غضّ بصرك، و اعلم أنّ النصر من عند اللّه‌[1]، ثمّ صبر سويعة، فصاح الناس من كلّ جانب من وقع النبال.

فقال أمير المؤمنين: تقدّم يا بنيّ، و قال:

اطعن بها طعن أبيك تحمد

لا خير في حرب إذا لم توقد

بالمشرفي و القنا [المسدّد

و الضرب بالخطّي‌][2] و المهنّد[3]

و روي أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لمّا دفع الراية إلى ابنه محمد يوم الجمل و قال: تزول الجبال و لا تزول- الكلام المتقدّم-، ثمّ قال: احمل، فتوقّف محمد قليلا، فقال أمير المؤمنين: احمل.

فقال: يا أمير المؤمنين، أ ما ترى السهام كأنّها شابيب المطر؟

فدفع أمير المؤمنين في صدره و قال: أدركك عرق من امّك، ثمّ أخذ عليه السلام الراية منه و هزّها و أنشد الأبيات المتقدّمة، ثمّ حمل عليه السلام، و حمل الناس خلفه، ففرّق عسكر البصرة كما تتفرّق الغنم من سطوة الذئب، ثمّ رجع‌


[1] نهج البلاغة: 55 خطبة رقم 11، عنه البحار: 32/ 195 ح 144، و ج 100/ 39 ح 41.

[2] من المناقب.

[3] مناقب ابن شهرآشوب: 3/ 153- 155، عنه البحار: 32/ 172 ح 132.

اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 393
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست