و روى الأعثم في الفتوح[1]، و شيرويه في الفردوس،
و ابن مردويه في فضائل عليّ، و الموفّق في الأربعين، و شعبة و الشعبي أنّ عائشة
لمّا سمعت نباح الكلاب قالت: أيّ ماء هذا؟
فقالوا: الحوأب.
قالت: إنّا للّه و إنّا
إليه راجعون، إنّي نهيت، قد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و عنده نساؤه
[يقول][2]: ليت شعري
أيّتكنّ صاحبة الجمل الأدبّ [تخرج][3]
و تنبحها كلاب الحوأب، يقتل عن يمينها و يسارها قتلى كثيرة، و تنجو بعد ما كادت
تقتل؟
ثمّ لم تعتبر بما رأت و
سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لشدّة حنقها و عداوتها لأمير المؤمنين
عليه السلام حتى قصدت البصرة بخيلها و رجلها.
فلمّا نزلت الخريبة خارج
البصرة قصدهم عثمان بن حنيف رضي اللّه عنه- و كان واليا على البصرة من قبل أمير
المؤمنين- فحاربهم حربا شديدا، و سمّي ذلك اليوم «يوم الجمل الأوّل» و أصدعهم
المصاع، و منعهم من دخولها أشدّ المنع، و علموا أنّه لا طاقة لهم به، ثمّ كتب إلى
أمير المؤمنين يخبره الخبر، ثمّ بعد ذلك دعوا عثمانا إلى الصالح على أن يكون على
حاله في يده بيت المال و الإمرة و الجمعة و الجماعة و المسجد الجامع، و يقيموا على
حالهم في الخريبة حتى يجمع الناس على أمر فيه صلاح المسلمين، و إلى أن يصل إليهم
أمير