responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 353

عند البلاء! تربت أيديكم! يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها! كلّما جمعت من جانب تفرّقت من آخر، و اللّه لكأنّي [بكم‌][1] فيما إخالكم: [أن‌][2] لو حمس الوغى، و حمي الضراب، قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن قبلها. و إنّي لعلى بيّنة من ربّي، و منهاج من نبيّي، و إنّي لعلى الطريق الواضح ألقطه لقطا[3].

[من كلام أمير المؤمنين عليه السلام يخاطب به أصحابه‌]

و من كلام له صلوات اللّه عليه يخاطب به أصحابه:

يا أشباه الرجال و لا رجال! حلوم الأطفال، و عقول ربّات الحجال‌[4]، وددت أنّي لم أركم و لم أعرفكم معرفة- و اللّه- جرت ندما، و أعقيت سدما[5]، قاتلكم اللّه! لقد ملأتم قلبي قيحا، و شحنتم صدري غيظا، و جرّعتموني نغب التّهمام أنفاسا، و أفسدتم‌[6] عليّ رأيي بالعصيان و الخذلان؛ حتى [لقد][7] قالت قريش: إنّ ابن أبي طالب رجل شجاع، و لكن لا علم له بالحرب.

للّه أبوهم! و هل أحد منهم أشدّ لها مراسا[8]، و أقدم فيها مقاما منّي؟! لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين، و ها أنا ذا قدر ذرّفت على الستّين‌[9]! و لكن لا


[1] من النهج. و إخال: أظنّ. و حمس: اشتدّ. و الوغى: الحرب.

[2] من النهج. و إخال: أظنّ. و حمس: اشتدّ. و الوغى: الحرب.

[3] نهج البلاغة: 142 خطبة رقم 97.

[4] ربّات الحجال: النساء.

[5] كذا في النهج، و في الأصل: ذمّا.

و السدم: الهمّ مع أسف أو غيظ.

[6] كذا في النهج، و في الأصل: و جرّعتموني قعب البهتان، و أفسدتم.

و نسغب: أي جرع. و التّهمام: الهمّ. و المراد أنّ أنفاسه أمست همّا يتجرّعه جرعة بعد جرعة.

[7] من النهج.

[8] أي عالجه و زاوله و عاناه.

[9] أي زدت على الستّين. و في رواية المبرّد. نيّفت، و هو بمعناه.

اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 353
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست