فمن أوّل هذه الآية بالتأويلات الواهية، و الآراء الساهية،
فقد عدل عن الظاهر، و ارتكب الطريق الجائر، و أعمت العصبيّة قلبه فما له من قوّة و
لا ناصر، و أصمّت الضلالة سمعه فصار من أهل المثل السائر، حبك الشيء يعمي و يصمّ،
و إلّا فالظاهر الّذي لا يعدل عنه في هذه الآية أنّ اللّه سبحانه بيّن في هذه
الآية من له التصرّف في الخلق و الولاية عليهم فقال: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللَّهُ وَ رَسُولُهُ) [أي][3] الّذي
يتولّى مصالحكم و تدبيركم هو اللّه الّذي لا إله إلّا هو، ثمّ من بعده رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله، يفعل فيكم ما يفعل بأمر اللّه (وَ الَّذِينَ
آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ
راكِعُونَ)[4] أي في حال
ركوعهم.
و في هذه الآية أعظم
دلالة على صحّة إمامة أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه بعد رسول اللّه بلا فصل، و
الدلالة فيه انّ لفظة إنّما تفيد الحصر، فصارت الولاية منحصرة في اللّه و رسوله و
الّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة يؤتون