و قال الزمخشري في الفائق[1]: ترك في حال الجرّ على
لفظه في حال الرفع، لأنّه اشتهر بذلك و عرف، فجرى مجرى المثل الّذي لا يغيّر[2].
[في إخلاص أمير
المؤمنين عليه السلام و سبقه بالجهاد و أعماله الصالحة]
و أمّا إخلاصه و سبقه
بالجهاد و الأعمال الصالحة الّتي لم يقصد بها إلّا وجه اللّه فقد شهد اللّه له بها
في كتابه، و كذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
روي أنّه لمّا اسر
العبّاس بن عبد المطّلب [يوم بدر][3] أقبل
المسلمون يعيّرونه بكفره باللّه و قطيعة الرحم، و أغلظ له أمير المؤمنين عليه
السلام القول، فقال العبّاس: ما لكم تذكرون مساوئنا و لا تذكرون محاسننا؟
فقال أمير المؤمنين عليه
السلام: أ لكم محاسن؟
فقال: نعم، إنّا لنعمّر
المسجد الحرام [، و نحجب الكعبة، و نسقي الحاجّ، و نفكّ العاني[4]، فأنزل اللّه تعالى-
ردّا على العبّاس و وفاقا لعليّ بن أبي طالب عليه السلام-][5]: (ما كانَ
لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ)[6] الآية، ثمّ قال: (إِنَّما
يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ)[7] الآية، ثمّ
قال: