responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 319

و الامتزاجات، دسّوا في التراب هامات رءوسكم، و امحوا اسطرلابكم و بطليموسكم، فهذا هو العالم المطلق الّذي كشف اللّه له من حجب غيوبه كلّ مغلق و سقاه بالكأس الرويّة من عين اليقين، و جمع فيه ما تفرّق في غيره من علوم الأوّلين و الآخرين، فقال سبحانه و هو أصدق القائلين: (وَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ)[1].

اللّهمّ فبحقّ ما أوجبت له من فرض الطاعة على العامّة و الخاصّة، و جعلت له بعد نبيّك الرئاسة العامّة و الخاصّة، فصلّ على محمد و آل محمد و أرقمنا في دفاتر المخلصين من أرقّائه و خدمه، و أثبتنا في جرائد المطوّقين بطوق العبوديّة لخدمة شريف حرمه، إنّك على كلّ شي‌ء قدير.

[أنّ أمير المؤمنين عليّ عليه السلام هو أعرف الصحابة بعلم الفرائض و الحساب‌]

و منهم الحسّاب، و كان صلوات اللّه عليه أعرف الصحابة بعلم الفرائض و الحساب.

روى ابن أبي ليلى أنّ رجلين جلسا يتغدّيان في سفر و مع أحدهما خمسة أرغفة، و مع الآخر ثلاثة، فمرّ بهما ثالث فواكلاه، فلمّا نهض أعطاهما ثمانية دراهم عوضا عمّا أكل.

فقال صاحب الخمسة: أنا آخذ بعدد أرغفتي و خذ أنت بعدد أرغفتك، فأبى صاحب الثلاثة، و اختصما و ارتفعا إلى أمير المؤمنين عليه السلام.

فقال: هذا أمر فيه دناءة[2]، و الخصومة فيه غير جميلة، و الصالح أحسن.

فقال صاحب الثلاثة: لا اريد إلّا مرّ الحقّ و القضاء.

فقال عليه السلام: إن كنت لا ترضى إلّا بمرّ القضاء، فإنّ لك درهم واحد


[1] سورة يس: 12.

[2] كذا في المناقب، و في الأصل: زيادة.

اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست