responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 261

عاطل، و كلّ عالم لا يعتمد عليه فهو جاهل، و كلّ منطبق لا يقفو أثره فهو باقل‌[1]، و كلّ فاضل لا يحذو حذوه فهو خامل.

ما من علم إلّا و هو أصله و فرعه، و ما من أدب إلّا و هو بصره و سمعه، إليه يرجع المتألّهون في سلوكهم، و بنور كشفه تكشف ظلمة الحيرة من سلوكهم، أقدم الناس سلما، و أغزرهم علما، و أعرفهم بكتاب اللّه، و أذبّهم عن وجه رسول اللّه.

سيفه القاطع، و نوره الساطع، و صدّيقه الصادق، و لسانه الناطق، و أنيس وحشته، و جليس وحدته، و وليّ عهده، و أبو ولده، و أفضل الخلق من بعده، لم يسبقه الأوّلون بعلم و جهاد، و لم يلحقه الآخرون بجدّ و اجتهاد، نصر الرسول إذ خذلوا، و آزره إذ فشلوا، و آثره بنفسه إذ بخلوا، و استقام على طريقته، إذ غيّروا و بدّلوا.

مجده شامخ، و علمه راسخ، كم حجّة لمارق أدحض، و كم شبهة لزاهق قوّض، و كم علم للشرك نكّس، و كم جدّ للظلم أتعس، و كم جمع للنفاق أركس، و كم منطبق من اولي الشقاق أبلس، أوّل من صام و صلّى و تصدّق، و أقام الإسلام في بدر و حنين و احد و الخندق، كم قصم فقار مشرك بذي الفقار، كالوليد و عمرو و ذي الخمار[2]، ردّت له الشمس و قد دنت للطفل، حتى أدّى فرضه و عن طاعة ربّه ما اشتغل.

أوّل في الدين ذو قدم‌

و له عزّ إذا انتسبا

خصّه ربّي فصيّره‌

لبني بنت النبيّ أبا


[1] باقلّ: اسم رجل يضرب به المثل في العيّ.« لسان العرب: 11/ 62- بقل-».

[2] هو سبيع بن الحارث، من بني مالك.

اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست