عاطل، و كلّ عالم لا يعتمد عليه فهو جاهل، و كلّ منطبق لا
يقفو أثره فهو باقل[1]، و كلّ فاضل
لا يحذو حذوه فهو خامل.
ما من علم إلّا و هو
أصله و فرعه، و ما من أدب إلّا و هو بصره و سمعه، إليه يرجع المتألّهون في سلوكهم،
و بنور كشفه تكشف ظلمة الحيرة من سلوكهم، أقدم الناس سلما، و أغزرهم علما، و
أعرفهم بكتاب اللّه، و أذبّهم عن وجه رسول اللّه.
سيفه القاطع، و نوره
الساطع، و صدّيقه الصادق، و لسانه الناطق، و أنيس وحشته، و جليس وحدته، و وليّ
عهده، و أبو ولده، و أفضل الخلق من بعده، لم يسبقه الأوّلون بعلم و جهاد، و لم
يلحقه الآخرون بجدّ و اجتهاد، نصر الرسول إذ خذلوا، و آزره إذ فشلوا، و آثره بنفسه
إذ بخلوا، و استقام على طريقته، إذ غيّروا و بدّلوا.
مجده شامخ، و علمه راسخ،
كم حجّة لمارق أدحض، و كم شبهة لزاهق قوّض، و كم علم للشرك نكّس، و كم جدّ للظلم
أتعس، و كم جمع للنفاق أركس، و كم منطبق من اولي الشقاق أبلس، أوّل من صام و صلّى
و تصدّق، و أقام الإسلام في بدر و حنين و احد و الخندق، كم قصم فقار مشرك بذي
الفقار، كالوليد و عمرو و ذي الخمار[2]، ردّت له
الشمس و قد دنت للطفل، حتى أدّى فرضه و عن طاعة ربّه ما اشتغل.
أوّل في الدين ذو قدم
و له عزّ إذا انتسبا
خصّه ربّي فصيّره
لبني بنت النبيّ أبا
[1] باقلّ: اسم رجل يضرب به المثل في العيّ.« لسان
العرب: 11/ 62- بقل-».