اللّه إلى جواره مختارا، و ناداه بلسان قضائه جهارا: يا من
أطلعته على سرّي المصون، و غيبي المكنون، (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ
مَيِّتُونَ)[1].
و لمّا انقضى أجله
الجليل، و ألمّت به الأسقام مؤذنة بوشك الرحيل، انصدعت لتوجّعه قلوب المؤمنين، و
همعت لتألّمه عيون المسلمين.
[بدء مرض النبيّ صلّى
اللّه عليه و آله]
و كان بدء مرضه صلّى
اللّه عليه و آله يوم السبت أو يوم الأحد من صفر.
و لمّا اشتدّ مرضه قام صلّى
اللّه عليه و آله آخذا بيد عليّ عليه السلام، و تبعه جماعة من أصحابه، و توجّه إلى
البقيع، فقال: السلام عليكم أهل القبور، ليهنئكم ما أصبحتم فيه ممّا فيه الناس،
أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع