responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 220

أيّها الناس، و الّذي بعثني بالرسالة، و انتجبني للنبوّة، ما أقمت عليّا علما في الأرض حتى نوّه اللّه بذكره في السماء، و فرض ولايته على سائر ملائكته.

[ثمّ قلت عقيبها:]

يا لها من خطبة نشر فيها صلّى اللّه عليه و آله لواء الايمان، و ظهر منها رواء الإحسان، و خفق علم الحقّ في الملكوت الأعلى، و برق بارق العدل في أقطار الدنيا، فالملائكة المقرّبون مشغولون بتكرارها لاستظهارها، و الولدان المخلّدون مأمورون بإظهارها و إشهارها، يحيي موات القلوب مزن سحابها، و ينشي نشوات السرور في النفوس رحيق شرابها، و تنعش قلب المؤمن التقيّ بلذّة خطابها، و تتعس جدّ المنافق الشقيّ بشدّة عتابها.

يا لها من خطبة الحقّ منبرها، و الصدق مخبرها، و النبوّة أصلها، و الإمامة نسلها، و النبيّ موردها و مصدرها، و الوصيّ موردها و مصدرها، العهود فيها مؤكّدة، و العقود مشدّدة، و الإيمان بامتثال نواهيها و أوامرها منوط، و الكفر بمخالفة بواطنها و ظواهرها مسوط، بلبل دوح فصاحتها يطرب أسماع القلوب بشهيّ نغمته، و سربال جمال بلاغتها يروق أبصار البصائر بوشيّ صنعته.

دقّت لها كئوس الحبور في الملكوت الأعلى، و اديرت كئوس السرور في جنّة المأوى، و تلقّت الملائكة المقرّبون بالبشرى أهل التحقيق على مراكب التوفيق، و طافت الولدان المخلّدون على أهل التصديق من الرحيق المختوم بأكواب و أباريق، و فتح رضوان باب الرضوان بأمر المهيمن السلام، و قال لأهل الولاية من المؤمنين: (ادْخُلُوها بِسَلامٍ)[1]، و مشى بين أيديهم قائما بشرائط


[1] سورة الحجر: 46، سورة ق: 34.

اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست