شأنه: (وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى)[1]؟ أ لست الزاعم
أنّه غوى في حبّ وصيّه، و اللّه يقول: (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى)[2]؟ أ لست المسند
إلى رسول «ما تركناه صدقة»[3]؟
فلعن اللّه الحديث و
متخرّصه و مصدّقه، أ ما كان جزاء من أكلت الدنيا بسلطانه ترك فدك لذرّيّته؟ أ ما
كان في شرع المروّة التغافل عن بقعة من الأرض ذات الطول و العرض لعترته؟ هنالك
تصحو من خمار خمرتك، و تفيق من غمار غمرتك، و يحقّ الحقّ، و يأتي النداء من قبل
الحقّ: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ
ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
الْعَظِيمِ وَ لا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ
هاهُنا حَمِيمٌ وَ لا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ)[4] فتجرّ مصفّدا، و تسحب
مقيّدا، و تلقى في الجحيم مركوسا، و تقذف في الحميم منكوسا، في شرّ سجن قعرها
هاوية، و سجنتها زبانية، و ما أدراك ما هيه نار حامية[5].
[خطبة لأمير المؤمنين
عليه السلام يشكو فيها قريش]
روي أنّ أمير المؤمنين
عليه السلام خطب فقال: ما لنا و قريش، و ما تنكر منّا قريش غير أنّا أهل بيت شيّد
اللّه فوق بنيانهم بنياننا، و أعلى فوق رءوسهم رءوسنا، و اختارنا اللّه عليهم،
فنقموا عليه أن اختارنا عليهم،
[3] انظر: طبقات ابن سعد: 8/ 28، صحيح البخاري: 4/
96- 98، و ج 5/ 25 و ص 114- 115 و ص 177، و ج 7/ 82، و ج 8/ 185، و ج 9/ 122، صحيح
مسلم: 3/ 1380 ح 1759، الملل و النحل: 1/ 31.