في روح و ريحان و جنّة نعيم، و قبرها روضة من رياض الجنّة[1].
و كفاها رضي اللّه عنها
فضلا و فخرا في الدنيا و الآخرة انّ ولدها ذرّيّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله و نسله، و هم أحد الحبلين اللذين لم ينقطعا حتى يردا على رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله الحوض، و لو لا خوف الإطالة لأوردت من شعر أبي طالب رضي اللّه
عنه الّذي يحثّ فيه بنيه على نصر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و اتّباع هديه
جملة مفيدة تنبئ عن حسن عقيدته، و إخلاص سريرته، لكن اقتصرت على هذا القدر و اللّه
الموفّق، و هو حسبنا و نعم الوكيل، و إنّما قالت الناصبة ما قالت فيه عداوة لولده
أمير المؤمنين و حطّا من قدره، و يأبى اللّه إلّا أن يتمّ نوره و لو كره المشركون[2].
[فيما لاقاه النبيّ
صلّى اللّه عليه و آله من الأذى في الطائف من عتبة و شيبة]
و لمّا توفّي أبو طالب
رضي اللّه عنه اشتدّ البلاء على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فعمد لثقيف في
الطائف، فوجد ثلاثة، هم سادة، و هم إخوة:
عبد ياليل، و مسعود، و
حبيب، بنو عمرو، فعرض صلّى اللّه عليه و آله عليهم نفسه.
فقال أحدهم: أنا أسرق
باب[3] الكعبة إن
كان اللّه بعثك بشيء قطّ، و قال الآخر: أعجز اللّه أن يرسل غيرك؟ و قال الآخر: و
اللّه لا اكلّمك بعد مجلسك هذا أبدا، فإن كنت نبيّا كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن
يزد عليك الكلام، و إن كنت تكذب على اللّه فلا ينبغي لي أن اكلّمك، و تهزّءوا به و
أفشوا في قومه ما