responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 142

معين، و سلكوا مفاوز البرزخ إلى الدار الباقية، فكشفوا حجب غيوبه لأهل الحياة الفانية، و حذّرهم ما يلقون في سلوكهم- بعد مماتهم- إلى دار قرارهم، و أراهم عواقب امورهم بعد الاخراج من ديارهم، و أمرهم باتّخاذ الزاد البعيد لسفرهم، و حسن الارتياد قبل انقطاع عذرهم، ما وهنوا في سبيل ربّهم، و ما ضعفوا و ما استكانوا بل أيّدوا الحقّ و أهله، و نصروا و أعانوا و جاهدوا في اللّه بأيديهم و ألسنتهم، و نصحوا في سبيل اللّه في سرّهم و علانيتهم، و كان أفضل سابق في حلبة الاخلاص لربّه، و أكمل داع دعا إلى اللّه بقالبه و قلبه، و خير مبعوث بدأ اللّه به و ختم، و أجمل مبعوث بالمجد الأعبل و الشرف الأقدم، كم تلقّى صفاح الأعداء بطلعته الشريفة؟! و كم قابل رماح الأشقياء ببهجته المنيفة؟! صاحب بدر الصغرى و الكبرى، و سيّد أهل الدنيا و الاخرى، الّذي لم يجاهد أحد في احد جهاده، و لا جالد جليد في حنين جلاده‌[1]، أشجع الخلق بالحقّ، و أصدع الرسل بالصدق.

تاج رسالته: (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‌)[2]، و توقيع نبوّته: (فَأَوْحى‌ إِلى‌ عَبْدِهِ ما أَوْحى‌)[3]، و دلالة محبّته: (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى‌)[4]، و آية بعثه:

(ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى‌)[5]، كلّ من الأنبياء مقدّمة جنده، و كلّ من الأولياء أخذ الميثاق على من بعده بوفاء عهده، في صحف الخليل ذكره أشهر من أن يشهر، و في توراة الكليم فضله من فلق الصبح أظهر، و المسيح في إنجيله دعا إليه و بشّر، و صاحب الزبور لمّا دعا باسمه أظهره اللّه على جالوت و نصره أعني‌


[1] الجلد: القوّة و الشدّة، الصلابة.« لسان العرب: 3/ 125- جلد-».

[2] سورة الاسراء: 1.

[3] سورة النجم: 10.

[4] سورة الضحى: 3.

[5] سورة النجم: 11.

اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست