بالسلطان الشاه إسماعيل أبو المظفّر الصفوي[1][2]،
و في موضع ذكر غزو التتار و ما فعلوا[3]، .....
[اسمه و نسبه الشريف:]
السيّد محمد بن أبي طالب
بن أحمد بن محمد المشهور بن طاهر بن يحيى ابن ناصر بن أبي العزّ[4] الحسيني الموسوي الحائري الكركي.
[1] الشاه إسماعيل الأوّل بن السلطان حيدر الحسيني
الموسوي الصفوي، ينتهي نسبه إلى حمزة بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام، ولد في
25 رجب سنة 892 ه، و توفّي في تبريز 19 رجب سنة 930 ه أو 931 ه، و دفن بمقبرة جدّه
صفي الدين في أردبيل، ابتدأت سلطنته سنة 906 ه و مدّة ملكه 24 سنة، و هو أوّل
الملوك الصفويّة و موطّد دولتهم.« أعيان الشيعة: 3/ 321».
[4] الظاهر أنّ« ابن أبي العزّ» هذا هو العالم
الفاضل المعروف، و هو الّذي ذهب مع والد العلّامة الحلّي و السيّد مجد الدين بن
طاوس لطلب الأمان لأهل الحلّة، و القصّة كما يلي:
قال العلّامة الحلّي- المتوفّى
سنة 726 ه- في كشف اليقين: 101 ح 93: لمّا وصل السلطان هولاكو إلى بغداد قبل أن
يفتحها هرب أكثر أهل الحلّة إلى البطائح إلّا القليل، و كان من جملة القليل والدي
رحمه اللّه و السيّد مجد الدين بن طاوس و الفقيه ابن أبي العزّ، فأجمع رأيهم على
مكاتبة السلطان بأنّهم مطيعون داخلون تحت الإيليّة، و أنفذوا به شخصا أعجميّا.
فأنفذ السلطان إليهم فرمانا[
الفرمان: الأمر الملوكي] مع شخصين؛ أحدهما يقال له تكلم، و الآخر يقال له علاء
الدين، و قال لهما: إن كانت قلوبهم كما وردت به كتبهم فيحضرون إلينا، فجاء
الأميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه، فقال والدي رحمه اللّه: إن
جئت وحدي كفى، فقالا: نعم، فاصعد معهما.
فلمّا حضر بين يديه، و كان ذلك
قبل فتح بغداد و قبل قتل الخليفة، قال له: كيف أقدمتم على مكاتبتي و الحضور عندي
قبل أن تعلموا ما ينتهي إليه أمري و أمر صاحبكم؟ و كيف تأمنون إن صالحني و رحلت
نقمته؟. فقال له والدي: إنّما أقدمنا على ذلك، لأنّا روينا عن إمامنا عليّ بن أبي
طالب عليه السلام أنّه قال في بعض خطبه: الزوراء و ما أدراك ما الزوراء؟ أرض ذات
أثل يشيّد فيها البنيان، و يكثر فيها السكّان، و يكون فيها مهارم و خزّان، يتّخذها
ولد العبّاس موطنا، و لزخرفهم مسكنا، تكون لهم دار لهو و لعب، يكون بها الجور
الجائر، و الحيف المحيف، و الأئمّة الفجرة، و القرّاء الفسقة، و الوزراء الخونة،
تخدمهم أبناء فارس و الروم.
لا يأتمرون بينهم بمعروف إذا
عرفوه، و لا ينتهون عن منكر إذا أنكروه، تكتفي الرجال منهم بالرجال، و النساء
بالنساء، فعند ذلك الغمّ العميم، و البكاء الطويل، و الويل و العويل لأهل الزوراء
من سطوات الترك، و ما هم الترك، قوم صغار الحدق، وجوههم كالمجان المطرقة، لباسهم
الحديد، جرد مرد، يقدمهم ملك يأتي من حيث بدا، ملكهم جهوري الصوت، قويّ الصولة،
عالي الهمّة، لا يمرّ بمدينة إلّا فتحها، و لا ترفع له راية إلّا نكسها، الويل
الويل لمن ناواه، فلا يزال كذلك حتى يظفر.
فلمّا وصف لنا ذلك، و وجدنا
الصفات فيكم، رجوناكم فقصدناك، فطيّب قلوبهم، و كتب لهم فرمانا باسم والدي رحمه
اللّه يطيّب فيه قلوب أهل الحلّة و أعمالها. انتهى.
و رواه العلّامة أيضا في نهج
الحقّ و كشف الصدق: 243- 244، و عبد اللّه أفندي الأصفهاني في رياض العلماء: 6/ 9(
إشارة)، و الشيخ عبّاس القمّي في الكنى و الألقاب: 1/ 189، و سفينة البحار: 3/
533، و السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة: 2/ 258، و المدرّس في ريحانة الأدب:
5/ 233 رقم 430.