اسم الکتاب : ترجمة الإمام الحسين ومقتله(ع) المؤلف : ابن سعد الجزء : 1 صفحة : 54
أن يأكلوا بنا ، ويشيطوا
دماءنا.
فأقام حسين [ ٤٨ / أ ] على ما هو عليه
من الهموم ، مرة يريد أن يسير إليهم ومرة يجمع الإقامة.
فجاءه أبوسعيد الخدري ، فقال : يا
باعبدالله إنّي لكم ناصح ، وإنّي عليكم مشفق ، وقد بلغني أنّه كاتبك قوم من شيعتكم
بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم ، فلا تخرج ، فإنّي سمعت أباك رحمهالله يقول بالكوفة : والله لقد مللتهم
وابغضتهم ، وملّوني وابغضوني ، وما بلوت منهم وفاء ، ومن فاز بهم فاز بالسهم
الأخيب ، والله ما لهم [١]
ثبات ، ولا عزم أمر ، ولا صبر على السيف.
قال : وقدم المسيّب بن نجبة الفزاري
وعدّة معه إلى الحسين بعد وفاة الحسن فدعوه إلى خلع معاوية ، وقالوا : قد علمنا
رأيك ورأي أخيك.
فقال : إنّي أرجو أن يعطي الله أخي على
نيّته في حبه الكف ، وان يعطيني على نيّتي في حبي جهاد الظالمين.
وكتب مروان بن الحكم إلى معاوية : إنّي
لست آمن أن يكون حسين مرصداً للفتنة ، واظنّ يومكم من حسين طويلاً.
فكتب معاوية إلى الحسين : إنّ من أعطى
الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء ، وقد اُنبئت أنّ قوماً من أهل الكوفة قد
دعوك إلى الشقاق ، وأهل العراق من قد جرّبت ، قد أفسدوا على أبيك وأخيك ، فاتّق
الله ! واذكر الميثاق ، فإنّك متى تكدني أكدك.
فكتب إليه الحسين : أتاني كتابك وأنا
بغير الذي بلغك عنّي جدير ، والحسنات لا يهدي لها إلاّ الله ، وما [ ٤٨ / ب ] أردت
لك محاربة ولا عليك خلافاً ، وما أظنّ لي عندالله عذراً في ترك جهادك ، وما أعلم
فتنة أعظم من ولايتك أمر الاُمّة.
فقال معاوية : ان أثرنا بأبي عبدالله
إلاّ أسداً.
وكتب إليه معاوية أيضاً في بعض ما بلغه
عنه : انّي لأظنّ انّ في رأسك