responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ النّياحة على الإمام الشهيد الحسين بن علي عليهما السلام المؤلف : الشهرستاني، السيد صالح    الجزء : 1  صفحة : 9

وضرب المسلمين بعضهم ببعض ، إلا أن الله تعالى حفظ الأمة من مكائده الخفية فلم تنجح خططه ضد الدين.

أما ابنه معاوية بن هند فاستولى على الخلافة الاسلامية غاصباً لها بدهائه ومكره وخديعته ، ونّكل بالمؤمنين المخلصين للبيت النبوي ـ وعلى رأسهم الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ أشد تنكيل ، فأباح الدماء وهدم الدور وشرد الناس حتى أصبحوا لا يجدون مأمناً لهم في أرض الله العريضة ، بالاضافة الى ما صنع بالامام الحسن السبط من نقض العهود والخلاف عليه وسقيه السم على يد جعدة بنت الأشعث.

ولو كان معاوية يتظاهر بالدين في حالات خاصة ويتذرع به في مناسبات تدعو الساسة اليها ، فان ولده يزيد جاهر بالفسق والفجور واستهزأ بالدين على رؤوس الأشهاد حتى قال غير متوجل ولا متأثم :

لعبث هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحي نزل

وبالرغم من أنه لم يحكم إلا فترة قصيرة ظهرت منه ثلاثة من الأحداث تقشعر منها جلد كل مؤمن يدين بالله تعالى ( قتل الحسين عليه‌السلام ، ضرب الكعبة بالمنجنيق ، واقعة الحرة بالمدينة ) ، وهذه لا تعني إلا عداؤه الشديد للدين ومحاولة قلع الاسلام من جذوره.

كان الاسلام في هذه الفترة خاصة يحتاج إلى تضحية جادة من المسلمين ليظهر ما في قلب آل أمية من كرههم المستحكم للدين ونواياهم المخبأة لهدمه ، هذه الطغمة الفاسدة التي يمثلها يزيد بأعماله النكراء باسم الخلافة الاسلامية. ان الإخلاد إلى الدعة امضاء لما كان يجري على يدي يزيد العهر ، والوقوف في وجهه كشف لما يبّته الكفر من محق وسحق الكرامات.

ان النهضة كانت واجباً فرضه ولو تؤول الى القتل والاستشهاد ، بل ان الاستشهاد كان ضرورة لتجديد حياة الأمة الدينية ، وهو صرخة كان لابد من

اسم الکتاب : تاريخ النّياحة على الإمام الشهيد الحسين بن علي عليهما السلام المؤلف : الشهرستاني، السيد صالح    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست