اسم الکتاب : تاريخ النّياحة على الإمام الشهيد الحسين بن علي عليهما السلام المؤلف : الشهرستاني، السيد صالح الجزء : 1 صفحة : 79
أرض كربلاء ، وعندما
وصل الى قرية الغاضرية على شاطئ نهر الفرات ، اغتسل في شريعتها ، وتقمص بأطهر
ثيابه ، وتطيب بسعد كان مع صاحبه عطاء ، ثم سعى نحو القبر الشريف حافي القدمين ،
وعليه علامات الحزن والكآبة ، حتى وقف على الرمس الكريم ، ووقع مغشياً عليه. وعند
إفاقته من غشوته سمعه عطاء يقول : « السلام عليكم يا آل الله ... » الخ.
٤ ـ جاء في الجزء «١ : ١٥١» من «
المجالس السنية » ما عبارته : « لما رجع أهل البيت من الشام الى المدينة قالوا
للدليل : مر بنا على طريق كربلاء ، فلما وصلوا الى موضع المصرع وجدوا جابر بن عبد
الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم [١]
ورجالاً من آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
قد وردوا لزيارة قبر الحسين ، فتوافوا في وقت واحد ، وتلاقوا بالبكاء والحزن
واللطم ، وأقاموا المآتم ، واجتمع عليهم أهل ذاك السواد ، وأقاموا على ذلك أياماً.
وعن الأعمش عن عطيه العوفي قال : « خرجت
مع جابر بن عبد الله الأنصاري رضياللهعنه
زائراً قبر الحسين ، فلما وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ، ثم اتزر
بإزار وارتدى بآخر ، ثم فتح صرة فيها سعد فنشرها على بدنه ، ثم لم يخط خطوة إلا
ذكر الله تعالى حتى إذا دنا من القبر قال : ألمسنيه ياعطية ، فألمسته إياه فخر على
القبر مغشياً عليه. فرششت عليه شيئاً من الماء ، فلما أفاق قال : يا حسين ـ ثلاثاً
ـ. قال : حبيب لا يجيب حبيبه. ثم قال : وأنى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على
أثباجك ، وفرق بين بدنك ورأسك. أشهد أنك ابن خير النبيين ، وابن سيد المؤمنين ،
وابن حليف التقوى وسليل الهدى ، وخامس آل الكسا ، وابن سيد النقبا ، وابن فاطمة
سيدة النسا. ومالك لا تكون هكذا ». الى آخر كلامه.