أقول
: ولابد أن يكون الصحابة لما رأوا رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يبكي لقتل
ولده وتربته بيده ، وأخبرهم بما أخبره جبرئيل من قتله ، وأراهم تربته التي جاء بها
جبرئيل ، أخذتهم الرقة الشديدة فبكوا لبكائه وواسوه في الحزن على ولده ، فان ذلك
مما يبعث على أشد الحزن والبكاء لو كانت هذه الواقعة مع غير النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والصحابة ، فكيف بهم معه؟! فهذا أول
مأتم أقيم على الحسين عليهالسلام
يشبه مآتمنا التي تقام عليه ، وكان الذاكر فيه للمصيبة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والمستمعون أصحابه.
٢ ـ جاء في الصفحة «٣١» من الكتاب نفسه
:
وفي ( منتخب كنز العمال صفحة ١١٢ الجزء
الخامس ) للشيخ علاء الدين علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي من علماء أهل
السنة. قال :
أخرج الطبراني في الكبير [٢] : عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن
أم سلمة قالت : كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
جالساً ذات يوم في بيتي فقال : « لا يدخلن علي أحد فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يبكي ،
فاطلعت فاذا الحسين في حجره أو الى جنبه يمسح رأسه وهو يبكي. فقلت : والله ما علمت
به حتى دخل. قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
: إن جبرئيل كان معنا في البيت فقال : أتحبه؟ فقلت : أما من حب الدنيا نعم ، فقال
: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء. فتناول من ترابها فأراه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلما أحيط بالحسين حين قتل قال : ما
اسم هذه الأرض؟ قالوا :
[١] وذكر الخبر
ايضاً بالفاظ مختلفة وبطرق متعددة في المصار التالية : مستدرك الصحيحين ٣ : ١٧٦ ،
٤ : ٣٩٨ ، مسند أحمد بن حنبل ٣ : ٢٤٢ ، ٢٦٥ ، والمحب الطبري في ذخائر العقبى ١٤٧ ،
١٤٨ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ٦ : ٢٢٢ ، ٢٢٣ ، ٧ : ١٠٦ ، والصواعق المحرقة :
١١٥ ، والهيثمي في معجمه ٩ : ١٨٧ ، ١٨٨ ، ١٨٩ ، ١٩١.