اسم الکتاب : بشارة المصطفى(ص) لشيعة المرتضى(ع) المؤلف : الطبري، عماد الدين الجزء : 1 صفحة : 78
العرش قد نكسوا
رؤوسهم إلى الأرض فقلت : ياجبرئيل ! لمَ نكس حملة العرش رؤوسهم ؟ فقال :
يامحمّد ! ما من ملك من الملائكة إلاّ وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب
استبشارا به ما خلا حملة العرش ، فانّهم استأذنوا الله عزّ اسمه في هذه
الساعة فأذن لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام
فنظروا إليه ، فلمّا هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني به ، فعلمت اني لم أطأ موطناً إلاّ وقد كشف ( لعلي ) [١]
عنه حتّى نظر اليه ، قال ابن عباس : فقلت يارسول الله ! أوصيني ، فقال : يابن عباس عليك بحبّ علي بن أبي طالب.
قلت : يارسول الله أوصني ، قال : عليك
بمودة علي بن أبي طالب ، والذي بعثني بالحق نبياً لا يقبل الله من عبد حسنة
حتّى يسأله عن حبّ علي بن أبي طالب وهو تعالى اعلم ، فان جاء بولايته قبل
عمله على ما كان منه ، وان [٢] لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ، ثم امر به إلى النار ، يابن عباس ! والّذي بعثني بالحق نبياً انّ
النار لأشد غضباً علىّ مبغضي [٣]
عليّ منها على من زعم انّ لله ولداً ، يابن عباس لو أنّ الملائكة المقربين
والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ، ولن يفعلوا ، لعذّبهم
الله تعالى بالنار.
قلت : يارسول الله ! وهل يبغضه أحد ؟
قال : يابن عباس نعم ، يبغضه قوم يذكرون أنهم من امتي ، لم يجعل الله لهم
في الاسلام نصيباً ، يابن عباس انّ من علامات بغضهم له تفضيلهم من هو دونه
عليه ، والذي بعثني بالحقّ نبياً ما بعث الله نبياً اكرم عليه منّي ولا
وصياً اكرم عليه من وصيّي عليّ ، قال ابن عباس : فلم أزل
محبّاً له كما أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآله
ووصّاني [٤]
بمودته وانّه لاكبر [٥]
عملي عندي.
قال ابن عباس : ثمّ مضى من الزمان ما
مضى ، وحضرت رسول الله صلىاللهعليهوآله
الوفاة فحضرته ، فقلت : فداك أبي واُمي يارسول الله قد دنا أجلك فما تأمرني ؟