اسم الکتاب : بشارة المصطفى(ص) لشيعة المرتضى(ع) المؤلف : الطبري، عماد الدين الجزء : 1 صفحة : 436
ووقّروا
كباركم ، وارحموا صغاركم ، وصلوا أرحامكم ، واحفظوا ألسنتكم ، وغضّوا عمّا
لا يحل النظر إليه أبصاركم ، وعمّا لا يحلّ الاستماع إليه اسماعكم ،
وتحنّنوا
على ايتام النّاس يُتحنّن على ايتامكم ، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم.
وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات
صلواتكم ، فانّها أفضل الساعات ، ينظر الله عزّ وجلّ فيها بالرحمة إلى عباده ، ويجيبهم إذا ناجوه ، ويلبّيهم إذا
نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه.
أيّها الناس ان انفسكم مرهونة بأعمالكم
ففكّوها باستغفاركم ، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوها بطول سجودكم ،
واعلموا انّ الله عزّ وجلّ ذكره أقسم بعزّته ان لا يعذّب المصلّين
والساجدين ، وان لا يروعهم بالنّار يوم يقوم النّاس لربّ العالمين ، أيّها
الناس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند
الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه.
فقيل : يارسول الله وليس كلّنا نقدر على
ذلك ؟ فقال صلىاللهعليهوآله :
اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة ، اتّقوا
النار ولو بشربة من ماء أيّها الناس ! من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه كان
له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ، ومن خفف منكم في هذا الشهر عما
ملكت يمينه خفّف الله عليه حسابه ، ومن كفّ فيه شرّه كفّ الله عنه غضبه يوم
يلقاه ، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه ،
ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه ، ومن قطع فيه رحمه قطع الله
عنه رحمته يوم يلقاه ، ومن تطوّع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار ،
ومن ادّى فيه
فرضاً كان له ثواب من ادّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور ، ومن أكثر فيه
من الصلاة عليَّ ثقل الله ميزانه يوم تخفّ الموازين ، ومن تلا فيه آية من
القرآن كان
له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.
أيّها الناس ! انّ أبواب الجنان في هذا
الشهر مفتحة فاسألوا ربّكم ان لا يغلقها عليكم ، وأبواب النيران مغلّقة ،
فاسألوا ربّكم أن لا يفتحها عليكم ، والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم ألاّ
يسلّطها عليكم.
اسم الکتاب : بشارة المصطفى(ص) لشيعة المرتضى(ع) المؤلف : الطبري، عماد الدين الجزء : 1 صفحة : 436