اسم الکتاب : بشارة المصطفى(ص) لشيعة المرتضى(ع) المؤلف : الطبري، عماد الدين الجزء : 1 صفحة : 392
وسيماً ، قال : ليس
عن هذا سألتك ، قال : فعمّا سألتني ياهذا ؟ قال : عن سيرته في الناس ، قال : خلّفته ظلوماً غشوماً [١]
يأخذ بغير حقٍ ويعطي في غير الحق.
قال : ويلك أنا الحجاج وذاك أخي محمّد بن
يوسف أما عرفت عِزّي ؟ فقال الأعرابي : أو ما عرفت عِزّي إنا برب العالمين ؟
قال الحجاج : ياأعرابي حسبك زنديقاً ، قال : ما أنا زنديق ولكنّي موحد ،
قال : ولمن أنت موحد ؟ قال : لله الذي
خلق السماوات والأرض ، قال : فتعرف الله ؟ قال : نعم ، على الخبير سقطتَ.
قال : فبما عرفت الله ؟ قال : ليس بذي
نسب فيُرىٰ ولا بجسم فيتجزّأ ، ولا بذي غاية فيتناهىٰ ، ولا يحدث فيبصر ،
ولا بمستتر فينكشف ، ولا دهور بغيره خلاف أزمنتها ، لكن جلّ ذلك الكبير
المتعال الذي خلق فأتقن ، وصوّر فأحسن ، وعلا فتمكن ، واتقن على الاُمور
بعزته ، لا يوصف هو بالحركة لأنّها زوال ، ولا بسكون لأنّه من صفة
المتشابهين بالأمثال ، لا يخفىٰ عليه كرور ذوي الأحوال ، عالم
الغيب والشهادة ، الكبير المتعال.
فقال الحجاج : ياأعرابي لقد أحسنت في
التوحيد ، فما قولك في هذا الرجل المبعوث محمّداً صلىاللهعليهوآله
؟ فقال : نبي الرحمة ، بعثه الله على حين فترة من الرسل وضلالة من الاُمم ،
والاُمم يومئذٍ في الجاهلية الجهلاء ، لا يدينون لله بدين ولا يقرأون له
كتاباً ، أصحاب حجرٍ ومدرٍ وضيق وضنك ، عبدوا من دون الله أصنام واتخذوا
الأوثان حتىٰ بعث الله عزّ وجلّ نبياً مرسلاً جمع اُمورهم.
فقال الحجاج : ياأعرابي لقد أحسنت في
هذا أيضاً ، فما قولك في علي بن أبي طالب ؟ قال : فسكت الأعرابي ، قال في نفسه : إن أنا صدّقته قتلني وإن كذّبته فبمَ ألقىٰ محمّداً صلىاللهعليهوآله
، ثم قال : الدنيا فانية والآخرة باقية خذها إليك من السلمي علي بن أبي
طالب الداعي إلى الله ، وصهر المرسل الأوّاه ، وسفينة النجاح ، وبحر بين
الساح [٢]
، وغيث بين الرواح ، قاتل المشركين ، وقامع المعتدين ، وأمير المؤمنين ، وابن عمّ نبي الله صلىاللهعليهوآله
أجمعين ، وزوج فاطمة الزهراء ، وأب الحسن