اسم الکتاب : الملهوف على قتلى الطّفوف المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 228
على ابن نبي الله وابن وصيه
وإن كان عنا شاحط الدار أشسعا
ثم قالت : أيها الناعي جددت حزننا بأبي عبد الله 7 ، وخدشت منا قروحاً لما تندمل ، فمن أنت يرحمك الله؟
قلت : أنا بشير بن حذلم [١٩٣] وجهني مولاي علي بن الحسين ، وهو نازل موضع كذا وكذا مع عيال أبي عبد الله الحسين 7 ونسائه.
قال : فتركوني مكاني وبادروا ، فضربت فرسي حتى رجعت إليهم ، فوجدت الناس قد أخذوا الطرق والمواضع ، فنزلت عن فرسي وتخطيت رقاب الناس ، حتى قربت من باب الفسطاط ، وكان علي بن الحسين 8 داخلاً ، فخرج ومعه خرقة يمسح بها دموعه ، وخلفه خادم معه كرسي ، فوضعه له وجلس عليه وهو لا يتمالك من العبرة ، فارتفعت اصوات الناس بالبكاء وحنين الجواري والنساء ، والناس [١٩٤] من كل ناحية يعزونه ، فضجت تلك البقعة ضجة شديدة.