اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 91
وعسكروا في النهروان
، واجتاز عليهم الصحابي الجليل عبد الله بن خباب ابن الأرت ، وهو من أعلام أصحاب الإمام
فدارت بينه وبينهم أحاديث ، فعمدوا إليه فقتلوه ، وقتلوا معه السيّدة زوجته ، ولم
يقف شرّهم عند هذا الحدّ ، وانّما أخذوا يذيعون الذعر والخوف بين المسلمين.
وبعث الإمام إليهم الحارث بن مرة العبدي
ليسألهم عما أحدثوه من الفساد ، فلما انتهى إليهم اجهزوا عليه وقتلوه ، ورأى الإمام
بعد هذا أنّهم يشكّلون خطراً كبيراً على دولته ، وانّهم مصدر فتنة وتخريب بين
المسلمين ، وان الواجب يقضي بحربهم فزحف إليهم بجيشه ، ودارت بينه وبينهم معركة
رهيبة ، فقتلوا عن آخرهم ولم يفلت منهم إلاّ تسعة [١] وانتهت بذلك حرب النهروان وقد شاهد أبو
الفضل العبّاس عليهالسلام
هذه الحرب ووقف على دوافعها التي كان منها كراهة هؤلاء القوم لعدل الإمام ، وتفانيه
في إقامة الحقّ بين الناس.
ومن الجدير بالذكر أن أبا الفضل العباس عليهالسلام لم يشترك في حرب النهروان ولا في حرب
صفين ، فقد منعه الإمام كما منع بعض أبنائه ، واعلام أصحابه من الدخول في الحرب
ضنّاً بهم على الموت ، ومما يدل على ذلك أن الذين كتبوا عن واقعة صفين والنهروان
لم يذكروا أيّ دور لسيّدنا العباس فيهما.
النتائج الفظيعة :
وأعقبت حرب الجمل ، وحرب صفّين أسوأ الأحداث
وأقساها