اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 89
الأشعري ليكون
ممثلاً عن العراق ، والأشعري خبيث دنس كان حقوداً على الإمام ، ومن ألدّ أعدائه
وخصومه ، وفي نفس الوقت لم يملك وعياً ولا فهماً للأحداث ، وكان بليداً ومنافقاً ،
واتّخذه المنافقون والمتمردون في جيش الإمام جسراً فعبروا عليه لنيل مقاصدهم الخبيثة
لعزل الإمام عن الحكم عن الحكم ، وتثبيت معاوية في مركزه.
ولم يستطع الإمام إيقاف هذا المدّ
التآمري في جيشه ، فقد أصبح قادة جيشه يتلقّون الأوامر والتوجيهات من قبل معاوية
ووزيره ابن العاص ، وصار الإمام بمعزل تام عن الحياة السياسية ، فقد أصبح يأمر
جيشه فلا يطيع ، ويدعوه فلا يستجيب له ، وصارت دفّة الحكم كلّها بيد معاوية.
لقد حكم الأشعري بعزل الإمام ، وحكم ابن
العاص بإبقاء معاوية ، وبذلك فقد انتهت مهزلة التحكيم إلى عزل الإمام عن منصب
الحكم ، وتقليده لمعاوية وانطوت بذلك أقدس حكومة إسلامية ظهرت في الشرق كان يرجى
منها أن تقوم ببسط العدل السياسي والعدل الاجتماعي بين الناس ، فلم تدعها هذه
الوحوش الكاسرة من ذئاب الأمويين ، وسائر القبائل القرشية من تحقيق أهدافها ومثلها
العليا.
لقد شاهد أبو الفضل العبّاس عليهالسلام وهو في دور الشباب فصول هذه المأساة
الكبرى فكوت قلبه ، وهزّت عواطفه ، فقد جرت لأهل بيته المصائب ، وأخلدت لهم المحن
والخطوب.
ثورة الخوارج :
ومن بين المحن الشاقة التي امتحن بها الإمام
امتحاناً عسيراً هي ثورة الخوارج فقد كان معظمهم من بهائم البشر ، فقد امتطاهم
معاوية ، وجعلهم جسراً لنيل أطماعه وأهدافه من حيث لا يشعرون ، فهم الذين أرغموا الإمام
اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 89