اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 72
الشعب ، وان حرمانهم
منها يخلق في نفوسهم العقد النفسية ، ويمنع من التقدّم الفكري ، والتطوّر
الاجتماعي في أبنائها ، ويخلد لهم الخنوع والخمول ، ويعود عليهم بالاضرار البالغة
، أمّا مدى هذه الحرية وسعتها فهي :
أ ـ الحريّة الدينية :
يرى الإمام عليهالسلام أن الناس أحرار فيما يعتقدون ويذهبون
من أفكار دينية ، وليس للدولة أن تحول بينهم وبين عقائدهم كما أنّه ليس لها أن
تحول بينهم وبين طقوسهم الدينية ، وانهم غير ملزمين بمسايرة المسلمين في الأحوال
الشخصية ، وانّما يتّبعون ما قنن من تشريع عند فقائهم.
ب ـ الحريّة السياسية :
ونعني بها منح الناس الحرية التامة في
اعتناق المذاهب السياسية التي تتفق مع رغباتهم وميولهم ، وليس للدولة أن تفرض
عليهم رأياً سياسياً مخالفاً لما يذهبون إليه ، كما أنّه ليس لها أن تفرض عليهم الإقلاع
عن آرائهم السياسية الخاصة ، وانّما عليها أن تقيم لهم الأدلة والحجج الحاسمة على
فساد ذلك المذهب ، وعدم صحّته ، فان رجعوا إلى الرشاد فذاك ، وإلاّ فتتركهم وشأنهم
ما لم يحدثوا فساداً في الأرض ، أو يخلّوا بالأمن العام ، كما اتفق ذلك من الخوارج
الذين فقدوا جميع المقوّمات الفكرية ، والركائز العلمية ، وراحوا يتمادون في جهلهم
وغيّهم ويعرضون الناس للقتل والإرهاب ، فاضطرّ الإمام عليهالسلام إلى مقاومتهم بعد أن أعذر فيهم.
ومن الجدير بالذكر أن مما يتفرّع على
الحرية السياسية حريّة النقد لرئيس الدولة وجميع أعضائها ، فالناس أحرار فيما
يتولّون ، وينقدون ، وقد كان الخوراج يقطعون على الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام خطابه ، ويخدشون
اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 72