اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 62
ثرواتها ، وتلاعبت
في مقدراتها ، وكان أحد أعمدتهم السياسية يعلن بلا حياء ولا خجل قائلاً : ( إنما
السواد بستان قريش ) فأي استهانة بالأمة مثل هذه الاستهانة ، ورأى أبو الفضل عليهالسلام أن من الوفاء لأمّته أن يهبّ لتحريرها
وإنقاذها من واقعها المرير ، فانبرى مع أخيه أبي الأحرار والكوكبة المشرقة من
فتيان أهل البيت : ، ومعهم الأحرار الممجدون من أصحابهم ، فرفعوا شعار التحرير ، وأعلنوا
الجهاد المقدّس من أجل إنقاذ المسلمين من الذلّ والعبودية ، وإعادة الحياة الحرّة
الكريمة لهم ، حتى استشهدوا من أجل هذا الهدف السامي النبيل ، فأي وفاء للاَمة
يضارع مثل هذا الوفاء ؟
ج ـ الوفاء لوطنه :
وغمرت الوطن الإسلامي محن شاقّة وعسيرة
أيام الحكم الأموي ، فقد استقلاله وكرامته ، وصار بستاناً للأمويين وسائر القوى
الرأسمالية من القرشيين وغيرهم من العملاء ، وقد شاع البؤس والحرمان ، وذلّ فيه
المصلحون والأحرار ، ولم يكن فيه أي ظلّ لحرية الفكر والرأي ، فهبّ العباس تحت
قيادة أخيه سيّد الشهداء عليهالسلام
إلى مقاومة ذلك الحكم الأسود وتحطيم أروقته وعروشه ، وقد تمّ ذلك بعد حين بفضل
تضحياتهم ، فكان حقاً هذا هو الوفاء للوطن الإسلامي.
د ـ الوفاء لأخيه :
ووفى أبو الفضل ما عاهد الله عليه من
البيعة لأخيه ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله
، والمنافح الأول عن حقوق المظلومين والمضطهدين.
ولم يرَ الناس على امتداد التاريخ وفاءً
مثل وفاء أبي الفضل لأخيه الإمام الحسين عليهالسلام
، ومن المقطوع به أنه ليس في سجلّ الوفاء الانساني
اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 62