اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 34
وانّما اضفي عليه هذا اللقب الكريم
لقيامه بدور مشرّف في رعاية مخدرات النبوة وعقائل الوحي ، فقد بذل قصارى جهوده في
حمايتهنّ وحراستهنّ وخدمتهنّ ، فكان هو الذي يقوم بترحيلهنّ ، وانزالهنّ من
المحامل طيلة انتقالهنّ من يثرب إلى كربلاء.
ومن الجدير بالذكر أن هذا اللقب اطلق
على بطل من شجعان العرب وفرسانهم وهو ربيعة بن مكرم ، فقد قام بحماية ظعنه ، وأبلى
في ذلك بلاءً حسناً [١].
[١] جاء في العقد
الفريد ٣ / ٣٣١ ان دريد بن الصمة خرج ومعه جماعة من فرسان بني جشم حتى اذا كانوا
في واد لبني كنانة يقال له الأخرم ، وهم يريدون الغارة على بني كنانة فرأوا رجلاً
معه ظعينة في ناحية الوادي فقال دريد لفارس من أصحابه امض واستولِ على الظعينة ، وانتهى
الفارس إلى الرجل فصاح به خلّ عن الظعينة وانج بنفسك ، فألقى زمام الناقة ، وقال
للظعينة :
سيري
على رسلك سير الآمن
سير
دراج ذات جاش طامـن
ان
التـأني دون قرني شائني
ابلى
بلائي فاخبري وعاينـي
ثم حمل على الرجل فصرعه ، وأخذ
فرسه وأعطاها للظعينة ، وبعث دريد فارساً آخر لينظر ما صنع صاحبه فلما انتهى إليه
رآه صريعاً فصاح بالرجل فألقى زمام الظعينة ، فلما انتهى إليه حمل عليه وهو يقول :
خل
سبيل الحـرة المنيعة
انك
لاق دونهـا ربيعـة
في
كفـه خطيـة منيعة
أو
لا فخذها طعنة سريعة
وحمل عليه فصرعه ، ولما أبطأ
بعث دريد فارساً آخر لينظر ما صنع الرجلان ولما انتهى إليهما وجدهما صريعين ، والرجل
يجر رمحه ، فلما نظر إليه قال للظعينة اقصدي قصد البيوت ثم أقبل عليه وقال :
ماذا
ترى من شيئم عابـس
أما
ترى الفارس بعد الفارس
أرداهما
عامل رمح يابس
ثم حمل عليه فصرعه ، وانكسر
رمحه ، وارتاب دريد في امر جماعته وظن أنهم أخذوا الظعينة وقتلوا الرجل فلحقهم ، وقد
دنا ربيعة من الحي ، فوجدهم دريد قد
اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 34