responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 27

صعصعة » فلا ينكر عليه أحد من العرب ، ومن قومها ملاعب الأسنّة أبو براء الذي لم يعرف العرب مثله في الشجاعة [١] ، فندبه الإمام إلى خطبتها ، وانبرى عقيل إلى أبيها فعرض عليه الأمر فأسرع فرحاً إليها فاستجابت باعتزاز وفخر ، وزفّت إلى الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وقد رأى فيها العقل الراجح ، والإيمان الوثيق وسموّ الآداب ، ومحاسن الصفات ، فأعزّها ، وأخلص لها كأعظم ما يكون الإخلاص.

رعايتها لسبطيّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وقامت السيّدة أمّ البنين برعاية سبطي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وريحانتيه وسيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين عليهما‌السلام ، وقد وجدا عندها من العطف والحنان ما عوّضهما من الخسارة الأليمة التي مُنيا بها بفقد أمّهما سيّدة نساء العالمين فقد توفّيت ، وعمرها كعمر الزهور فقد ترك فقدها اللوعة والحزن في نفسيهما.

لقد كانت السيدة أم البنين تكنّ في نفسها من المودّة والحبّ للحسن والحسين عليهما‌السلام ما لا تكّنه لأولادها اللذين كانوا ملء العين في كمالهم وآدابهم.

لقد قدّمت أم البنين أبناء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، على أبنائها في الخدمة والرعاية ، ولم يعرف التاريخ أن ضرّة تخلص لأبناء ضرّتها وتقدّمهم على أبنائها سوى هذه السيّدة الزكيّة ، فقد كانت ترى ذلك واجباً دينياً لأن الله أمر بمودّتهما في كتابه الكريم ، وهما وديعة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وريحانتاه ، وقد


[١] تنقيح المقال ٢ / ١٢٨.

اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست