اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 182
سبعين مرّة لما
فارقتك حتى ألقى حمامي دونك ، وكيف لا أفعل ذلك ، وانّما هي قتلة واحدة ، ثم هي
الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا ... ».
وليس في قاموس الوفاء أصدق ، ولا أنبل
من هذا الوفاء ، فهو يتمنّى من صميم قلبه أن تجري عليه عملية القتل سبعين مرّة
ليفدي الإمام عليهالسلام
، ليحفظ بذلك غيبة رسول الله صلىاللهعليهوآله
وكيف لا يستطيب الموت في سبيله وانّما هو مرّة واحدة ، ثم هي الكرامة الاَبدية
التي لا انقضاء لها.
وانبرى زهير بن القين فأعلن نفس الاتجاه
الذي أعلنه المجاهدون من إخوانه قائلاً :
« والله لوددت أنّي قُتلت ، ثم نشرت ، ثم
قتلت حتى أقتل ألف مرّة ، وان الله عزّ وجلّ يدفع بذلك القتل عن نفسك ، وعن أنفس
هؤلاء الفتيان من أهل بيتك .. » [١].
أرأيتم وفاء هؤلاء الأبطال ، فهل تجدون
لهم مثيلاً في تأريخ هذه الدنيا ، لقد ارتفعوا إلى مستوى من النبل والشهامة لم
يبلغه أي إنسان وقد أعطوا بذلك الدروس المشرقة في الدفاع عن الحق.
وأعلن بقيّة أصحاب الإمام عليهالسلام الترحيب بالشهادة في سبيل إمامهم ، فجزاهم
خيراً ، وأكّد لهم جميعاً أنّهم سينعمون في الفردوس الأعلى ، ويحشرون مع النبيين
والصدّيقين ، وهتفوا جميعاً :
« الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك ، وشرّفنا
بالقتل معك ، أو لا ترضى أن نكون معك في درجتك يا بن رسول الله .. » [٢].
لقد أُترعت نفوس هؤلاء الأبطال بالإيمان
العميق ، فتحرّروا من