اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 157
الرأس ، ناصع الجبين
في سبيل كرامتك ، ولم تخضع ، ولم تلن لأولئك الأقزام الذين غرقوا في الرذائل
والموبقات.
النبأ المفجع
بشهادة عبد الله :
وسار موكب الإمام لا يلوي على شيء حتى
انتهى إلى زبالة ، فوافاه النبأ الفظيع بشهادة عبد الله بن يقطر الذي أوفده للقيا
مسلم بن عقيل ، فقد ألقت الشرطة القبض عليه ، وبعثته مخفوراً إلى ابن مرجانة ، فلمّا
مثل عنده صاح به الخبيث الدنس :
« اصعد المنبر ، والعن الكذّاب ـ يعني
الامام الحسين ـ ابن الكذّاب ، حتى أرى رأيي فيك .. ».
وظنّ ابن مرجانة انّه على غرار شرطته ، ومن
سنخ جلاّديه الذين باعوا ضمائرهم عليه ، وما درى أنّه من أفذاذ الأحرار الذين
تربّوا في مدرسة أهل البيت عليهمالسلام
، وسجّلوا الفخر والشرف لهذه الأمة ، واعتلى البطل العظيم أعواد المنبر ، ورفع
صوته صوت الحقّ الهادر قائلاً :
« أيّها الناس أنا رسول الحسين بن فاطمة
، لتنصروه وتؤازروه على ابن مرجانة الدعيّ ابن الدعيّ .. ».
واسترسل في خطابه الثوري ، وقد دعا فيه
إلى نصرة ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله
والذبّ عنه ، ومناهضة الحكم الأموي الذي عمد إلى إذلال الإنسان المسلم ، وسلب
حريته وإرادته ، وانتفخت أوداج ابن مرجانة وورم أنفه ، فأمر بإلقاء هذا العملاق من
أعلى القصر ، فأخذته الشرطة ، ورمته من أعلى القصر فتكسّرت عظامه ، وبقي به رمق من
الحياة ، فأسرع إليه الخبيث عبد الملك اللخمي فذبحه ليتقرّب إلى سيّده ابن مرجانة.
اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 157