اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 155
ودلّ هذا الشعر على زهده في الدنيا ، ورغبته
الملحّة في لقاء الله تعالى ، وانّه مصمّم كأشدّ ما يكون التصميم على الجهاد ، والشهادة
في سبيل الله.
إنّ التقاء الإمام مع الفرزدق كشف عن
خنوع الناس ، وعدم اندفاعهم لنصرة الحق فالفرزدق الذي كان يملك وعياً اجتماعياً ، ووعياً
ثقافياً متميزاً رأى ريحانه رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو ماضٍ في طريقه إلى الشهادة قد تضافرت قوى الباطل على حربه فلم يندفع إلى نصرته
، والالتحاق بموكبه ، واختار الحياة على الشهادة ، فاذا كان هذا حال الفرزدق فكيف
بغيره من جهّال الناس وسوادهم.
وصول النبأ بمقتل مسلم :
وسارت قافلة أبي الأحرار تطوي البيداء
لا تلوي على شيء حتى انتهت إلى ( زرود ) وإذا برجل قد أقبل من جهة الكوفة ، فلمّا
رأى الامام الحسين عليهالسلام
عدل عن الطريق وقد وقف الامام يريد مسألته فلمّا رآه قد مال عنه واصل سيره ، وكان
مع الإمام عبد الله بن سليمان ، والمنذر بن المشمعل الأسديان فسارعا نحو الرجل
حينما عرفا رغبة الإمام في سؤاله ، فأدركاه ، وسألاه عن خبر الكوفة فقال لهما : إنّه
لم يخرج حتى قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ، ورآهما يجرّان بأرجلهما في الأسواق
، فودّعاه وأقبلا مسرعين حتى التحقا بالإمام ، فلما نزل الثعلبية قالا له :
« رحمك الله ان عندنا اخباراً ان شئت
حدّثناك به علانية ، وان شئت سرّاً ».
ونظر الإمام إلى أصحابه الممجّدين فقال
:
« ما دون هؤلاء سرّ ».
اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 155