اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 148
مع ابن مرجانة :
وادخل قمر عدنان على ابن مرجانة ، فسلّم
على الحاضرين ، ولم يسلّم عليه ، فأنكر عليه بعض صعاليك الكوفة قائلاً :
« هل تسلّم على الأمير ؟ .. ».
فصاح به البطل العظيم محتقراً له ولأميره
قائلاً :
« اسكت لا أمّ لك ، والله ليس لي بأمير
فأسلّم عليه .. »
وتميّز الطاغية غيظاً فراح يقول :
« لا عليك سلّمت أم لم تسلّم فانّك
مقتول .. ».
إنّ بضاعة هذا الطاغية هي القتل والدمار
، وهي محالاً تخيف الأحرار أمثال مسلم ممن صنعوا تأريخ هذه الأمة ، وأقاموا كيانها
الحضاري والفكري وجرت بين مسلم ، وبين ابن مرجانة كثير من المحاورات أثبت فيها
مسلم صلابته وقوّة عزيمته ، وعدم انهياره أمام الطاغية ، وأثبت بشجاعته أنّه من
أفذاذ التأريخ.
إلى الرفيق الأعلى :
والتفت العتُلّ الزنيم ابن مرجانة إلى
بكير بن حمران الذي ضربه مسلم فقال له : خذ مسلماً ، واصعد به إلى أعلى القصر ، واضرب
عنقه بيدك ليكون ذلك أشفى لصدرك ، واستقبل مسلم الموت بثغر باسم ، فقد بقي رابط
الجأش ، قويّ العزيمة ، مطمئنّ النفس ، فصعد به إلى أعلى القصر ، وهو يسبّح الله ،
ويقدّسه ، ويدعو على السفكة المجرمين وأشرف به الجلاّد على موضع الحذائين فضرب
عنقه ، ورمى بجسده ورأسه إلى الأرض ،
اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 148